العدد 2331
الثلاثاء 03 مارس 2015
banner
أيّهــا النــواب... خذلتمــونـــا! محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الثلاثاء 03 مارس 2015

منذ الأيام الأولى لوصول النواب إلى مقاعد المجلس أصابت الناخبين خيبة أمل كبيرة جرّاء القطيعة مع مواطنيهم وكأنّ السادة النواب قد أعلنوا قطع علاقتهم مع الناخبين. ولسنا بحاجة للوقوف على اسباب التذمر وخيبة الامل المريرة فهناك العشرات من العوامل ليس أقلّها تخلّي الكثير من نواب الشعب عن الوعود والمهام المفترض ان ينهضوا بها والأدوار مما ينبغي القيام بها، وإلاّ هل من مبّرر يمكن أن يقدموه لعدم عقد اجتماع مع ناخبيهم؟
إنّ أي مواطن تلقاه ولو مصادفة في الشارع وتسأله عما كان يطمح له من عملية الانتخاب فإنه يجيبك على الفور ودون أي تفكير كنت أمني النفس من انتخابي للنواب بتحقيق ولو حدٍ أدنى من المنجزات حتى إن كانت متواضعة اضافة الى ممارسة أدوارهم الرقابية والتشريعية بوصفهم – النواب – ممثلين عن الشعب. ولو أنّهم انجزوا بعض التشريعات فإنها بلا شك تمهد الطريق الى الأهداف في مراقبة اداء السلطة التنفيذية. بيد أنّ شيئا مما كنّا نحلم به من تشريعات أو انجازات للأسف لم يتحقق حتى اللحظة.
ليس من المعقول ولا من المقبول أن لا يلمس المواطن أي تغيير يحدث على صعيد المستوى المعيشي كمثال وبعد مضيّ كل هذا الوقت. لكنّ الذي لمسه المواطن أنّ الاداء كان تقليدياً باهتاً للأعضاء وهذا بالتأكيد يعكس ضعف النواب أو عجزهم أو كلاهما معاً وهو غير مبرر على الاطلاق. إنّ المتابع الدقيق لأداء الاعضاء طوال عملهم تحت قبة المجلس يجد أنّ وضعهم يبعث على الشفقة. وربما يلقي المواطن باللائمة على ذاته كونه اختار اشخاصا لا يعون أدوارهم ومهامهم النيابية على وجه الدقة وهو ما يستدعي منهم اعادة النظر في اسلوب عملهم بما يحقق المصلحة الوطنية.
المؤسف هو ما دأب عليه عدد من الأعضاء بطرح الأسئلة كيفما اتفق لا لشيء سوى ليثبتوا وجودهم وربما ليدحضوا اتهامات الناخبين بعدم فاعليتهم ونظرة عابرة لنوعية الاسئلة الموجهة للسادة الوزراء تدلل على عدم جديتها من جهة ومن جهة اخرى فإنها تبرهن عن ازمة حقيقية في المستوى. إنّ صدمة المواطن ببساطة شديدة هو اعتقاده انّ النواب الجدد سيكون أداؤهم مختلفا عن سابقيهم غير أنّ الذي اكتشفه هو عدم وجود فارق جوهري بين الحالين. ولن نعجب اطلاقاً من وصف الجمهور أنّ هؤلاء النواب لا يمثلوننا! بل إنّهم لا يشعرون بآلامنا ولا يأبهون بنا. انّ جلّ اهتمامهم بات مكرساً لمصالحهم وتأمين مستقبلهم ومستقبل ابنائهم، أمّا المفارقة الباعثة على الدهشة هو انّ هناك من توعد بأنه لن يسكت حيال أية تجاوزات أو شبهة فساد من اية جهة كانت غير أنّ الواقع كشف بطلان ادعاءاتهم.
بودنا لو أنّ السادة النواب رجعوا بذاكرتهم الى الوراء قليلا وبالتحديد ابّان الحملات الانتخابية وما قطعوه من وعود. ولو أنّهم فعلوا هذا فإنهم سيجدون انفسهم امام بون شاسع بين الأقوال والأفعال. سنذكر السادة النواب بزياراتهم وخطبهم وترددهم على المجالس وتقديم التهاني والتعازي. والتساؤل اين ذهبت كل تلك الوعود؟ لقد تبخرت كما أنّها لو لم تكن.
إنّ موقف البعض من هؤلاء النواب ذكرني بمشهد من العمل المسرحي (غُربة) عندما اختار اهل المنطقة احد الشباب ليمثل اهلها في المدينة لنقل معاناتهم الى المسؤولين هناك. لكونه يجيد القراءة والكتابة ووضعوا ثقتهم الكاملة فيه وتوسموا فيه كل الخير. بيد أنّ الشاب عاد اليهم انسانا آخر وتناسى من رشحه وأصبح همه مقابلة المسؤولين والوصول الى غايات أخرى، وحال أغلب النواب لا يختلف كثيراً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .