العدد 2330
الإثنين 02 مارس 2015
banner
زبدة القول
الإثنين 02 مارس 2015



زيادة نسبة العنوسة وتأخر سن الزواج ظاهرة غاية في الخطورة في عالمنا العربي، ومع ذلك تعتبر من المشكلات المسكوت عنها إلى حد كبير، فهي لا تلقى سوى مناقشات أو حوارات تجرى من وقت لآخر داخل بعض الغرف المغلقة وتنتهي إلى توصيات لا ينتج عنها أي تأثير على أرض الواقع.
العنوسة تطلق على الفتيات وترتبط بهن لأن الرجل يستطيع الزواج في أي سن، بينما المرأة ترتبط بتقسيم بيولوجي يتعلق بالخصوبة والقدرة على الإنجاب، والعنوسة لها تأثير ضار على الفتاة يظهر في صورة قلق واضطراب وتشاؤم وخوف من المستقبل.
وتؤكد الدراسات أن أكثر من 35 % من الفتيات في الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن سن العنوسة.
ودون إطالة، فإن من يطلع على الإحصائيات يجد النسب متقاربة في كل الدول العربية، وحتى الدول الخليجية ذات الدخل المرتفع تعاني كلها من هذه الظاهرة التي تهدد الأسرة ككيان اجتماعي شرعي ووحيد لبقاء النوع البشري.
ويرجع المتخصصون زيادة نسبة العنوسة إلى زيادة عدد الإناث على الذكور والبطالة وأزمة الإسكان والمغالاة في مطالب الزواج التي يعجز أمامها الشاب المقبل على الزواج وهو في بداية حياته العملية. وتضاف إلى هذه الأسباب أسباب أخرى مرتبطة بالعصر الذي نحن فيه مثل الآراء التي تدعو إلى تبني أشكال أخرى للارتباط كالصداقة والاقتران والزواج من نفس الجنس. وهناك دول قامت بالفعل بسن تشريعات وقوانين تنظم هذه الأشكال الأخرى للارتباط.
المشكلة بالنسبة لهذه الظاهرة أن الحلول التي جرى ويجري اقتراحها من أجل حلها لا تخرج إلى خارج الغرف المغلقة التي تجرى بها المناقشات والحوارات الخاصة بالظاهرة ولا توجد أية إجراءات عملية على الأرض تساعد في التصدي لها. فجميع الحلقات النقاشية والدراسات والمحاضرات والندوات تتمخض عن نفس التوصيات، فالجميع يطالب بعدم المغالاة في المهور ومطالب الزواج وتشجيع ورعاية حفلات الزواج الجماعي وإنشاء صناديق لمساعدة المقبلين على الزواج، وتوفير فرص عمل للشباب، ولكن لا أحد يطالب بتشجيع القادرين على الزواج من أكثر من واحدة، خوفا من الاصطدام بالحركة النسائية والدعوة إلى تمكين المرأة، على الرغم من أنه حل شرعي للتزويج وبناء الأسرة.
لا أريد أن أزعج الحركة النسائية ولا أريد التدخل فيما هو من شأن علماء الدين، ولكن المشكلة التي نحن بصددها قد بلغت حدا مخيفا وهي في تزايد مستمر، ولابد من تشجيع كل الحلول الشرعية لأن هذه المشكلة تهدد الأسرة ككيان اجتماعي لا بديل له في المجتمعات الإسلامية، خصوصا في ظل زيادة النزعة الاستقلالية لدى الفتيات اللاتي يملكن الوظائف أو الأعمال التي تمكنهن من الاستقلال الاقتصادي والعيش بحرية بعيدا عن سيطرة وتحكم الرجل في ظل الزواج الشرعي.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية