العدد 2256
الخميس 18 ديسمبر 2014
banner
إلى الســادة الوزراء مـــع التحيــــة د. محسن الصفار
د. محسن الصفار
عالم مجنون
الخميس 18 ديسمبر 2014


 
لاشك أن شرف الحصول على الثقة الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه للحصول على أي موقع لخدمة البحرين وشعبها هو حلم يراود كل مخلص شريف سواء كان رجلا او أمرأة يتمنى أن تكون له القدرة على لعب دور في تقدم وتطوير بلده الحبيب، وأن يترك أثرا طيبا في الوزارة أو الهيئة التي يتولى إدارتها تشكره عليه الأجيال الحالية والقادمة في الوقت نفسه.
ولاشك أن من حاز على الثقة السامية لتشكيل الحكومة هم مجموعة من خيرة رجالات البحرين من أصحاب الكفاءات المهنية والعلمية والمواقف الوطنية، وأن ثقة جلالة الملك بهم للعمل في الحكومة الموقرة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله، والذي أثبت على مدى السنين مدى حرصه وتفانيه في أن يكون أداء الحكومة ووزرائها بأفضل وجه ممكن بما يشرف البحرين قيادة وشعبا ويضمن الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة هي أكبر شهادة لهم على ذلك.
وانطلاقا من مبدأ أن المنصب هو تكليف وليس تشريفا، أي أنه مسؤولية جسيمة تقع على عاتق من يحملها تجاه كل البحرين قيادة وشعبا، فقد حرص عاهل البلاد المفدى على أن يوصي الوزراء بالتواصل مع أفراد الشعب وعدم الانعزال عنه خلف الأبواب المغلقة، وأن تكون آذانهم صاغية لكل طلب أو شكوى من أي مواطن والسعي في إنجازها وحلها ضمن القوانين واللوائح وهو ما أكده سمو رئيس الوزراء أيضا.
ولاشك أن تشكيل مجلسي النواب والشورى الجديدين يستدعيان تعاونا وثيقا بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؛ للحصول على قوانين أفضل وأكثر تسهيلا لإنجاز خطط التنمية ومواجهة التحديات المختلفة سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
وهنا نوجه كلامنا لأصحاب المعالي والسعادة الوزراء بكل تواضع واحترام، مطالبين إياهم بكسر حلقة الروتين الإداري الرتيبة التي تستهلك وقتا وطاقة المراجع والوزارات في الوقت نفسه والانفتاح على الحلول والمقترحات التي تؤدي الى زيادة الكفاءة الإدارية والإنتاجية للإدارات التي تتبع وزاراتهم، وخفض التكاليف والمصاريف خصوصا مع التحديات الاقتصادية التي يوجدها انخفاض أسعار النفط على مجمل الدين العام الحكومي والاعتماد أكثر وأكثر على خدمات الحكومة الإلكترونية تقليلا للمراجعات الحضورية خصوصا وأن أغلب الوزارات تقع في أماكن مزدحمة ويصعب إيجاد مواقف للسيارات فيها.
كما أن السادة الوزراء مدعوون لإيجاد علاقة نوعية مع الإعلام بأشكاله المختلفة؛ لتوضيح خطط عمل وزاراتهم من ناحية، وللحصول على ردود فعل المواطنين تجاه تلك الخطط والقرارات، كما أن الشكاوى والمقترحات التي تطرح عن طريق الإعلام يجب أن تحظى هي الأخرى باهتمام كاف من قبلهم، وهنا أود أن أوجه التحية والشكر لكل السادة الوزراء الذين تجاوبوا مع كتاباتي التي تناولت مقترحات أو انتقادات بصدر رحب وبكل مهنية وأخلاق عالية.
وختاما، نقول للسادة الوزراء إن شعب البحرين شعب عظيم وأصيل وطيب ومخلص لقيادته الرشيدة ومحب لأرضه وسيادة بلده، ويستحق منكم كل خير وكل تفان في خدمته ورفع احتياجاته والاستماع إلى شكواه واستقباله بصدر رحب في مكاتبكم وزيارة إمكان معيشتهم وعملهم، والتعرف عن قرب على كل ما يهمهم؛ كي تأتي قرارتكم على أرضية صلبة من الواقع الذي يعيشه المواطن.
نتمنى لكم التوفيق والسداد في حمل هذه الأمانة الكبيرة، وندعو الله أن يوفقكم لما فيه خير البحرين قيادة وشعبا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .