العدد 2378
الأحد 19 أبريل 2015
banner
من يقطع خط النهاية أولاً؟! أحمد كريم
أحمد كريم
لقطة
الأحد 19 أبريل 2015

خلافاً لما يمكن أن تكون عليه شوارعنا من سرعة وجنون خلال احتضان البحرين سباق الفورمولا واحد، نجد النقيض، فالأوضاع “رايقة” على جميع الطرق والشوارع السريعة!
لعله الانطباع الذي نتشارك فيه جميعاً  - وفي أسوأ الأحوال - ربما يلاحظه كل منا على طريقته الخاصة، فليس خافيًا أنه، وبمجرد وصول سائق فيراري سباستيان فيتيل ورفاقه “الجامحين” إلى أرض المملكة، والحياة تسير ببطء على غير العادة، وهذا الأمر ليس سيئاً بقدر ما هو إيجابي، فذلك يعني أن “المضاد الحيوي” الذي “طعمت” به إدارة المرور شوارعنا وقاها من انتقال عدوى “السرعة” التي تعيشها حلبة الصخير المضاءة  بكل أنواع الإثارة والأنوار الصاخبة!
والخطة المرورية التي تم تنفيذها لتسهيل حركة الناس أثناء الدخول والخروج من الحلبة على مختلف الطرق والشوارع الرئيسية تطلبت توفير دوريات مرورية مكثفة في مختلف المناطق الحيوية، ما وضع “المتهورين” تحت رقابة صارمة وتحذير بأن مصير كل من تسول له نفسه و”يدوس بترول” سيكون في قبضة رجال المرور المشعة سياراتهم بأنوارها الزرقاء في كل مكان، ما يعني أن فكرة التهور والقيادة بسرعة أو قطع الإشارة مهما يكن لونها.. تبدو فكرة متهورة بالفعل لأن صاحبها المخالف “بينصاد”!
لكن وفي المقلب الآخر، يعلن المسؤولون في حلبة البحرين عن إطلاق إستراتيجية  لصناعة سائق “سريع”، قادر على اقتحام عالم الفورمولا واحد الذي انضمت إليه البحرين رسميًا منذ 11 عامًا، وذلك من خلال الاهتمام بشريحة سائقي الكارتنج منذ الصغر للتعرف على المواهب الصاعدة في هذا المجال، لكن هذه الجهود تحتاج إلى وقت، ولو أن إدارة المرور قادرة على اكتشاف المواهب السريعة أكثر من غيرها... أليس كذلك؟!
لنترك هذه الفكرة فهي مجنونة، ولنعد لما يطرح في الصخير، فالفكرة موجودة منذ اليوم الأول لاستضافة البحرين سباق الفورمولا واحد، وكانت هناك تجارب لم يكتب لها النجاح لعدة أسباب، أبرزها أن المواهب تم اكتشافها متأخرًا، أو لعدم حصولها على رعاة يدفعون التكاليف الباهضة التي تتطلبها رياضة السيارات بشتى أنواعها.
ليس هذا فحسب، بل ولأن الظروف الاقتصادية أيضا لم تساعد، فهي تعيش حالة “انكماش” منذ عدة سنوات ما يجعل الحصول على راعٍ لأحد السائقين أشبه ما يكون بالبحث عن موقف للسيارة في نهاية الأسبوع بمجمع السيتي سنتر!
على كل حال، غياب الرعاة مشكلة كبيرة تعاني منها الرياضة بشكل عام، وهو ما يفوت عليها العديد من الفرص السانحة لتحقيق إنجازات حقيقية، لكننا مجبرون على انتظار لحظة انطلاق “فزعة” القطاع الخاص والشركات الكبرى من جهة، وزيادة الدعم المادي الرسمي للقطاع الرياضي من جهة أخرى، لنصل إلى خط النهاية مع هذا الموضوع المتجدد، تمامًا كما هو حالنا في هذا اليوم ونحن نتابع انطلاقة جائزة البحرين الكبرى للفورمولا واحد، فمن سيقطع خط النهاية أولا؟!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .