العدد 2231
الأحد 23 نوفمبر 2014
banner
إن موعدهم لقريب زينب الدرازي
زينب الدرازي
الأحد 23 نوفمبر 2014



تشير التقارير إلى وجود ما يزيد عن ثلاثة آلاف مقاتل أوروبي يقاتلون في صفوف التنظيمات الإسلامية في سوريا والعراق. ورغم هذا العدد الكبير من المقاتلين الذين ينحدرون من أصول عربية أو هندية مع عدد أقل من الأوروبيين الذين اعتنقوا الإسلام، نقول رغم هذا العدد الكبير إلا ان هذه الدول التي تنادي بوضع ضوابط وقوانين لمكافحة الإرهاب لم تحرك ساكنا لمعالجة هذه الظاهرة ولم تطلق على مواطنيها صفة الإرهاب رغم انهم يقاتلون إلى جانب منظمات إرهابية، وهي ذاتها تصف الدولة الإسلامية في العراق والشام بالدولة المتطرفة فقط بدل وصفها بالدولة الإرهابية، ونراها يوميا تبث صورا للإرهاب من قطع الرؤوس واختطاف الصحافيين الأوروبيين والأميركان وقطع رؤوسهم إضافة إلى كل الأعمال الإرهابية الأخرى التي يمارسونها في العلن ويتفاخرون بها.
لقد سارعت الدول الأوروبية إلى الضغط على الدول العربية للتوقيع على اتفاقيات مناهضة الإرهاب وكانت هذه الاتفاقيات قد وضعت من خلال الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط والمنظمات الإرهابية التي تتزعم الإرهاب وتمارسه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واعتبرت منطقة الشرق الأوسط منطقة مفرخة للإرهاب ومسؤولة عن كل العمليات الإرهابية التي تقع او ستقع وهدفها المصالح الأوروبية. واليوم ورغم كل الإثباتات والدلائل على خروج الآلاف من الأوروبيين وانضمامهم لمنظمات إرهابية إلا أن الدول الأوروبية لم تحرك ساكنا. ورغم أن فرنسا قامت في الآوانة الأخيرة بمحاكمة وحبس احد العائدين من جبهة القتال في سوريا إلا انه لم يحاكم تحت بند الارهاب حيث حكم فقط بسبع سنوات وآخر بأربع سنوات. ورغم ان فرنسا اكثر الدول الأوروبية المصدرة للإرهابيين المتجهين الى سوريا إلا انها لم تعلن حتى عن نيتها إصدار قانون يتعامل مع هذه الظاهرة. سبع أو أربع سنوات لا تعادل كمية القتل والإجرام الذي ارتكبه هؤلاء الإرهابيون في حق اهل سوريا والعراق من نساء وأطفال. ورغم أن بريطانيا تحركت أخيرا لمواجهة هذه الظاهرة خوفا من تداعياتها على الداخل البريطاني من خلال مشروع قانون سيحرم كل من قاتل من البريطانيين في سوريا أو العراق إلى جانب المنظمات الإسلامية من دخول بريطانيا لمدة سنتين إضافة إلى سحب الجواز والمنع من السفر لكل من يشكك في سفره لهذه الدول بنية القتال لمدة 30 يوما. ومازالت الحكومة البريطانية تدرس المقترح بينما اكثر من نص البريطانيين الذين قاتلوا في سوريا قد عادوا إلى بريطانيا دون ان يتعرضوا حتى إلى الاستجواب.
فرنسا وبريطانيا من بين الدول الأوروبية الأكثر ضغطا وحماسا لمحاربة الإرهاب وأرسلت فرنسا جنودها لمحاربة إرهاب المنظمات الإسلامية في مالي وإفريقيا الوسطى وصنفت العديد من المنظمات حول العالم بالإرهابية. كما تصدرت فرنسا وبريطانيا دعم شن هجوم على نظام بشار الأسد في سوريا وتسليح منظمة النصرة الإسلامية والجيش الحر.
إن من يريد للعالم أن يقتنع بأنه ضد الإرهاب فالأحرى به ان يبدأ من بلاده فلا يصدر الإرهابيين للقيام بأعمال نيابة عنه وأن يكون هناك قانون يحاكمهم كمجرمين عند عودتهم لا ان يتغاضى عنهم. إن من ذاق طعم الدم واستباح الحرمات وتجاوز كل القوانين الدينية والدنيوية لن يكون هناك ما يردعه في ان يقوم بأعماله الإجرامية في وطنه، ولن يتوقف عن النظر لمواطنيه على انهم كفرة ملحدون يجب عليهم اما الدخول في دينه او الموت. اذا كانت الدول العربية اليوم تعاني من هؤلاء التكفيريين فنحن لا نرى أن موعد أوروبا معهم ببعيد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية