العدد 2012
الجمعة 18 أبريل 2014
banner
طبول الحرب أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الجمعة 18 أبريل 2014

قد لا يسمع أغلبنا الآن سوى صوت الحملات الانتخابية للسادة المرشحين لرئاسة مصر، أو صوت متفجرات جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن حقيقة الأمر أن صوت دقات طبول الحرب على الحدود المصرية تعلو فوق كل شيء. فما يحدث من تحرك المليشيات الإرهابية على الحدود المصرية الليبية تعدى كل الخطوط الحمراء وباتت هذه المليشيات تهدد أمن مصر القومي قبل ان تهدد الشعب الليبي المسالم نفسه، فليبيا الآن باتت تلعب دور “محطة تجهيز ما قبل التنفيذ” فما الذي تجهزه تلك المليشيات وستنفذه ضد مصر بالتحديد بعد ما عاثت من خراب ودمار في ليبيا.
فبداية التجهيز كانت بحضور كل من رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل وزعيم مليشيا راف الله السحاتي إسماعيل صلابي اجتماع حلف شمال الأطلسي بالدوحة وما تعاقبه من اجتماع مع مدير المخابرات القطرية “غانم الكبيسي” في اغسطس 2011م والذي أخذ فيه “الكبيسي” على عاتقه منذ اليوم الاول تسليح وتمويل المليشيات بالتنسيق مع “الصلابي” الذي يعد حلقة وصل بين قيادات الإخوان بالقاهرة وعلى رأسهم خيرت الشاطر وأعضاء جماعة الإخوان بطرابلس، حيث كان “الصلابي” كثير المجيء لمصر مع معاونيه سائق أسامة بن لادن “سفيان بن جم” وعضو مجلس الشورى لتنظيم الجهاد “ثروت شحاتة” الذي تم القاء القبض عليه مؤخرا بمدينة العاشر من رمضان بمصر، الجدير بالذكر أن السلطات الايرانية اطلقت سراحه كهدية رمزية لجماعة الإخوان بعد وصولهم لسدة الحكم فى مصر.
ثم بدأت مرحلة هدم الجيش الليبي وتمكين قطر من التحكم في مفاصل الدولة وهي المرحلة التي قادها إسماعيل صلابي ومصطفى عبدالجليل بالتنسيق مع العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية ابرزهم خالد السايح وفوزي بوكتف ومحمد الغرابي ووسام بن حميد ومصطفى الساقزلي وعادل الترهوني ومحمد اشعيثر وغيرهم الذين اتبعو أسلوبا ممنهجا في الاساءة لرجال الجيش للتقليل من شأنهم حتى لا يحزن يوم الشعب الليبي على رحيل هؤلاء الرجال الشرفاء، وعلى رأسهم العقيد الشهيد محمد خميس العبيدي واللواء الشهيد عبدالفتاح يونس والعقيد صلاح بوحليقة الذي قتل بحادث سير في الجنوب الليبي والتطاول على اللواء خليفة حفتر الذي رفعت صوره بجانب صور المشير عبدالفتاح السيسي ضد جماعة الاخوان وقرار المؤتمر الوطني العام بتمديد ولايته التي انتهت في 7 مارس 2014م، وهو ما جعل الإخوان “يجنون” بليبيا خوفا من تكرار سيناريو ما حدث في مصر وظهور “سيسي” آخر بليبيا. وللأسف عندما استشهد كل رجل من رجال قيادات الجيش الليبي الذين رفضو تدخل الناتو بليبيا ومصدر الأمان الوحيد للمواطن الليبي، كان يكتفي مراهقو الربيع المزعوم بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي باسم الشهداء دون محاولة البحث عن حقيقة ما يحدث خلف الستار.
والآن وبعد أن أصبح شرق ليبيا مرتعا لجميع التنظيمات الجهادية بات التنفيذ لما يسمى بالجيش المصري الحر الذي يشرف عليه كل من شريف الرضواني وفهد الزاز وسفيان الحكيم ولهؤلاء تاريخ دموي حافل بالتفجيرات والاغتيالات في كل من أفغانستان وباكستان وسوريا ولبنان وغيرها، ويتألف أغلب عناصر ذلك الجيش من العائدين من الحرب السورية، بجانب وجود معسكرات لتدريب الشباب تابعة لحماس، وأولى المهام التي أسندت لما يسمى بالجيش المصري الحر توسيع العمليات الارهابية بسيناء، واستهداف منشآت مهمة وحيوية، واقتحام السجون المصرية وتهريب اعضاء جماعة الإخوان منها، اي اعادة تكرار ما حدث يوم 28 يناير 2011م، فالعدو الآن على درجة عالية من الاستعداد خصوصا بعد اعلان تنظيم القاعدة مدينة درنة الليبية “المخزن الأول للسلاح للمليشيات” إمارة اسلامية والقيام بعرض عسكري بها لتوجيه رسائل معينة وفي انتظار تلقي اشارة ساعة الصفر من الخارج الذي بث كل سمومه لإسقاط عمود الامة العربية، وبدء تنفيذ ذلك المخطط.
وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها بباريس وبرلين يخفون رأسهم عما يحدث في المنطقة العربية عامة وليبيا خاصة، فالجهاديون بليبيا اعلنوا علنًا مرارا وتكرارا دعم تركيا وإيران وقطر لهم بداية من المال مرورا بالسلاح وصولا بالمعلومات الاستخباراتية وجاء هذا بالتزامن ومرحلة تصعيد جديدة لتلك الدول بداية بهجوم نواب حزب العدالة والتنمية على مصر مع انعقاد اول جلسة بالبرلمان التركي، وسب “رجب طيب اردوغان” للقضاء المصري، مرورا بتصريح قائد قوات الباسيج “محمد رضا نقدي” بأن ايران تعتزم إنشاء وحدات لقوات الباسيج في الأردن ومصر على غرار تشكيل قوات في فلسطين ولبنان، ثم تحركات القائم بأعمال السفير الايراني بالقاهرة مجبتى أماني في الآونة الأخيرة ولقائه بقيادات محسوبة على جماعة الاخوان الارهابية وهو الأمر الذي جعل الخارجية المصرية ترفض تلك التحركات التي تخالف تماما قواعد العمل الدبلوماسي، وصولا لاستمرار قطر في دعم قيادات الإخوان في مصر وخلاياهم السرية بالخليج.
فإذا كانت كل تلك التحركات في ليبيا المستهدف منها في المقام الاول هو توجيه ضربة لامن واستقرار مصر، خصوصا انها مقبلة على آخر خطوات خارطة طريق ثورة 30 يونيو وهي اجراء انتخابات رئاسية، فهل الفخ المصري سيتسع للجميع. وهل ستحمل الايام القادمة وليمة اخرى للعُقاب الذهبي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية