العدد 2109
الخميس 24 يوليو 2014
banner
“داعش”.. طعم الخراب العربي! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 24 يوليو 2014

البحرين أيدت الإجراءات التي اتخذتها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية بشأن التنظيمات المتطرفة وجماعات التكفير والعنف مثل “داعش”. وهذا الإجراء يؤكد انتباه دولنا إلى العمل المشبوه الذي تقوم به مثل تلك المنظمات.
العدو يعلم أنه لابد من أن يكون قويا ليستطيع الحيلولة بيننا وبين الاستقرار في دولنا، يريد أن نظل ضعفاء لتسهيل السيطرة علينا. “داعش” قال عنها الزميل عبدالمنعم إبراهيم مدير تحرير الزميلة أخبار الخليج في عموده يوم الثلاثاء الماضي بأنها مصيبة. والسؤال من صنعها؟ واستعرض الزميل الجرائم البشعة التي ارتكبها هذا التنظيم المتطرف الذي لا يقبله لا عقل ولا دين ولا منطق إطلاقا، كهدم المقامات الدينية وتكفير الناس وتهجير المسيحيين، ومنع النساء من دخول صالونات التجميل ومنع المحلات التجارية من بيع أشرطة الموسيقى وغيرها من الجرائم.
هل تريدون الحق أن بروز مثل هذه التنظيمات المتطرفة في دولنا العربية تعطي أعداء الإسلام فرصة أكبر لتحسين أوضاعهم وترتيب أمورهم بما يكفل لهم فرصة أطول للبقاء واللعب في أراضينا وإلهاء الأمة العربية عن القضايا التي تهم المجتمع والزج بنا في حروب وتطاحن وتصفيات.
قبل فترة، ذكرت شخصيا أن عالم اليوم خطير متفجر بالمشاكل والأهوال والمعارك العنيفة، وكل ما تحتاجه الدول العربية وقادتها هو الوعي والانتباه للمؤامرات الخارجية. أعداء الدول العربية مضللون وخادعون، ويعملون ما في وسعهم ويستغلون أي فرصة؛ لوضع العلقم في حلوقنا.
في السابق أبتلينا بالقاعدة وعملياتهم الإرهابية التي يقترفونها باسم الدين والعزة وطرد الصليبيين، ثم جاءت جماعة طالبان أصحاب العقول المتحجرة التي لا تعرف ماذا تقرأ ولا تعرف كيف تفكر ولا حتى من تحارب في منهجها الأسود. ومن قبل هؤلاء حزب الشيطان اللبناني الذي دمر لبنان وكان ولا يزال عميلا للأعداء على حساب الأمة العربية والإسلام. واليوم “ابتلشنا” في داعش وأنا لا أستبعد حقيقة ما قاله المنشق الأمريكي عن المخابرات” سنودن” من أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية هي التي قامت بتدريب هؤلاء وتجهيزهم بالعتاد؛ ليكونوا شوكة في خاصرة الأنظمة العربية، حسب ما ذكره الزميل عبدالمنعم في عموده.
المكائد التي تحيكها الولايات المتحدة الأمريكية لا تخطر على البال وتنظيم “داعيش” قد يكون تسلسل إلى قلب وطننا العربي؛ لتحقيق أهدافهم المعروفة، وأي تصريحات أمريكية ضد تلك المنظمات المتطرفة لن تكون إلا تمثيلا وتمويها، فالأمريكان هم من صنعوا القاعدة وساسه البيت الأبيض قدموا كل التسهيلات لحزب الشيطان اللبناني ومسألة العلاقات المتوترة بين أمريكا وإيران ما هي إلا تمثيلية أخرى وضحك على الذقون.
إن القوى الطامعة بالوطن العربي الناهبة لثرواته لن تقف عند حد معين وستقحم كل ما لا يخطر على البال لمحاربة مجتمعاتنا العربية، حتى باستغلال اسم الدين الإسلامي ذاته، عن طريق تنفيذ المؤامرات واستغلال ضعفاء النفوس وتجنيدهم، وكما قال المنشق الأمريكي؛ ليكونوا شوكة في خاصرة الأنظمة العربية.
انظروا إلى طبيعة الأوضاع المتلاحقة في دولنا العربية، ثورات فاشلة على الأنظمة واستمرار الأوضاع الاقتصادية المتردية في تلك الدول التي بلعت طعم “الخراب العربي”، وعندما أدركت الدول العربية أن “الربيع العربي” كان مجرد أوهام ومشروع تصفية وبدأت بمحاصرة المخربين والمطالبين بالديمقراطية العرجاء، تحرك أعداء العرب والإسلام ومن يواليهم ورموا الورقة الثانية، وهي خلق جماعات متطرفة هدفها الفتنة والقتل والاضطهاد وحملات الإبادة، وهذا ما تفعله “داعش” في العراق والمناطق التي تسيطر عليها في سوريا، والخارطة أمامهم مفتوحة لمواصلة الهمجية!
“داعش” صورة واضحة عن وجود أعداء الإسلام والعرب ودورهم المعادي للتقدم في المنطقة وتحقيق مزيد من المخططات. هذا التنظيم لم يأت من فراغ وليس هدفه توحيد المسلمين والجبهة العربية كما يثرثر زعيمهم، خروج هذا التنظيم المتطرف في وضعنا الراهن استهداف واضح للدول العربية وجعلها فريسة للمخطط الخبيث أكثر من أي وقت مضى بسواعد ترفع اسم الدين وهي لا تمثله من الأساس. خروج “داعش” في هذا الوقت دليل على أن هناك قوى غربية لا تريد إعادة الأمن والاستقرار والهدوء أبدا إلى ربوع الدول العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .