العدد 2116
الخميس 31 يوليو 2014
banner
أميركا تتحدث عن الحريات الدينية! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الخميس 31 يوليو 2014

الأكاذيب الأميركية لا تخضع لمقياس وهي وسيلة من وسائل خبثها وتدخلها المباشر في شؤون الدول وإشعال فتيل الفتنة والطائفية تحت مسميات دعم الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان.
أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا تقريرا عن الحريات الدينية في العالم وأبدت “يا زعم” قلقها حول تراجع اوضاع الحريات الدينية والانتهاكات التي تمارس ضد الأفراد بسبب ممارستهم معتقدهم الديني.. والمضحك في الأمر أن أميركا تدعو دول العالم إلى اعتبار الحرية الدينية حقا إنسانيا مكفولا في العالم!
مشكلة القادة الأميركان انهم يعتقدون ان كل دول العالم بتاريخها وحضارتها بلدان متخلفة وهي من ستنقذها من تخلفها وستردم حفرة الجهل وتلحقها بالنموذج الاميركي. اميركا تتصور دائما انها تلبي رغبات الشعوب وتمثل مختلف الاتجاهات السياسية ومن حقها التحرش بالحكومات تحت ذريعة الاستجابة لطلبات الشعب، ولو كانت الأحلام ممكنة لحلم البيت الأبيض بفرض الإقامة الجبرية على حكومات كوكب الأرض.
اميركا تتحدث عن الحريات الدينية وهي اكثر بلد تشتكي فيها الأقليات من النظام الحكومي الأميركي الذي يعتبر الاقليات جماعات ارهابية متطرفة، ولا تزال المؤسسات الاميركية وإن اختلفت مسمياتها رمزا للاضطهاد واللامبالاة بحياة الانسان وحريته ومعتقده الديني. مؤسسات ترفع شعارات كاذبة كالديمقراطية والحقوق والحرية وهي اكبر جدار يفصل بين الانسان وحريته ومعتقده وتناقض المضمون الانساني الذي تثرثر عنه باستمرار في المؤتمرات الصحافية وفي التقارير التي تصدرها.
اميركا تتحدث عن الحريات الدينية وهي تدفع مختلف اجهزة الإعلام للتحريض وبث روح العدوانية واختلاق مصطلحات تدغدغ مشاعر البعض وترسم في عقولهم انهم امام مؤامرة وحرب ابادة ولابد للمستضعفين امثالهم بالدفاع عن انفسهم وتحطيم الابواب. اميركا تهدف الى نشوب الصراعات في المجتمعات واليوم تكتب تقريرا عن الحريات الدينية، تناقضات فاضحة تدل على الانغلاق والجمود الفكري.
أميركا تريد ان تعلم الناس احترام الدين والمعتقد وهي تمارس احكاما عنصرية ضد المسلمين في كل مكان وتعمل على تهجيرهم، والتاريخ لن ينسى ما فعلته القوات الاميركية في المعتقلين في سجن “أبوغريب” او “غوانتينامو”.. فضائح وتعد على المسلمين لم يخطر على البال. القضية يا اميركا ليست في بناء المساجد في مختلف الولايات عندكم، ولكن القضية في معاملة المسلمين الذين يرتادون هذه المساجد. القياس ليس في السماح ببناء المساجد انما في الفظائع التي يتعرض لها المواطن الأميركي المسلم وغير الأميركي، ولا حاجة لتذكيركم بالجرائم العنصرية التي مارستموها في حق المواطنين السود المسلمين في تلك الحقبة.
لن تنفعكم هذه الدعاية المكررة والتقارير الخاوية، فهي ظاهرة شكلية فارغة وسخيفة.
وإذا كان تقريركم قد تحدث عن الصراعات المسلحة التي ادت الى اخلاء احياء بأكملها، نتيجة الاقتتال المذهبي أو الديني، فلكم الشطر الأعظم في تمويل وإشعال تلك الصراعات والتخطيط والتنفيذ والتدخلات وتنفيذ سياسة الابادة أو التصفية الجسدية، وممارسة اشنع المهازل وأحقرها.
من الثابت أن دعايتكم من هذا التقرير ستطال وطننا البحرين وستزعمون بالذي نعرفه.. كلام مزور وخلاف الواقع عن الحريات الدينية والاضطهاد والقصص الوهمية التي ليس لها وجود على الاطلاق في يوم من الايام، ولكن تقريركم الزائف مردود عليه ولن ينفعكم المتآمرون والسيل الجارف من اكاذيبهم. فالبحرين بلد التعايش والتسامح وبلد فريد من نوعه في احتضانه كل المذاهب والأديان، والمواطن هنا لا يسأل عن مذهبه ومعتقده ودينه، انما يسأل عن ولائه وانتمائه وحبه للارض. البحرين كانت ومازالت واحة خضراء للتعايش وتصيب عقول الأعداء بالذهول من هذه الصفة والميزة.
مجمل القول.. لقد كانت خسارة اميركا في البحرين خسارة مفزعة ومهينة، ولا يحتاج العالم ليكتشف ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية