العدد 2177
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014
banner
افصلوا الرأس الوفاقي عن الجسد التقدمي! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014

التيار الديمقراطي اليوم في أزمة، لهذا اجتمعت وكما قرأنا شخصيات تدعو إلى تشخيص الداء وبالتالي وصف الدواء المناسب، والدواء المقترح كما قالوا تأسيس تيار ديمقراطي فاعل!
للأسف اجتماع تلك الشخصيات التي تدعو إلى تأسيس تيار ديمقراطي فاعل، متأخر جدا، فقد بحت الأصوات التي تطالب أصحاب الفكر التقدمي ابان الأزمة أن يفكروا بعيدا عن التيار الوفاقي المتشدد، ولكن دون جدوى، فالتقدميون تخندقوا في صف الوفاق وساروا تحت إمرتهم وباعوا شعاراتهم ومواقفهم بثمن بخس، حتى عندما اشتدت الهجمة الصفوية على البحرين وتصاعد العنف والإرهاب وتنوعت أساليب التآمر، فانزلقت تلك الشخصيات التقدمية في مستنقع التبعية واغتصاب الوطن. كان التيار التقدمي ضعيفا جدا وضائعا بشكل مريب، مما دفع التيار الوفاقي المتطرف إلى اختراقه وممارسة المهام الانقلابية وبين جدرانه وأمام التقدميين المزيفين أصحاب التناقض الفاضح.
على ماذا تجتمعون اليوم ومواقفكم السابقة المخزية في حق الوطن ساهمت في عزلكم وتخلف مستوى وعيكم السياسي كان مثيرا للدهشة. السؤال أين موقع التيار التقدمي من مواقع الالتزام الوطني؟ لقد ضاع هذا التيار وأصبح عاجزا وذابت أوصاله وارتمى في أحضان القوى المتطرفة بكل أطرافها، ومع الأسف أصبحت بعض الأسماء المحسوبة على هذا التيار تروج للأفكار والبرامج السياسية الضيقة والمضرة بالمجتمع.
بعد كل هذا التآمر على البحرين والسير خلف عمائم الوفاق وكل المواقف المخزية والخنوع، هل تتصورون أنكم قادرون على تطبيق منهج جديد ورسم برنامج يبعدكم عن الوفاق؟ الوطن كان بحاجة إليكم في الضراء وليس الآن. كان يتوقع منكم مجابهة قومية حقيقية ضد التيارات المتطرفة وكل من كان يريد اختطاف البحرين ويدخلها في صراعات وحروب أهلية.
المعطيات السياسية تغيرت الآن وأصبح التيار التقدمي الديمقراطي بكل أسف لا يملك مقومات السير الصحيح نحو المطالب الجادة والمعبرة عن آمال جماهيره. هذا التيار أصبح أسيرا في دائرة المخططات المشبوهة التي تستهدف الوطن والنيل من منجزاته.
عن أية وحدة وتعاون فيما بينكم تتحدثون وأنتم أضعف معسكر في القوى السياسية. تحقيق جبهة تقدمية ديمقراطية لا يكون بعقد الورش، إنما وفق برنامج كفاحي متكامل، ويأتي على رأس القائمة إبعاد “المتلونين” الذين يدّعون الفكر الديمقراطي المستنير وهم في حقيقتهم يسيرون خلف جماعة الولي الفقيه، بل وأول من يعمل على تصفية منابر الفكر التقدمي ومحاربة أصحاب الأفكار المستنيرة. بل هم والله من يحاول سحق القوى التقدمية ومخاطرهم تزداد تفاقما ما لم يتم “طردهم” من القائمة!
لقد ثبت أن التيار الديمقراطي التقدمي عاجز عن مواصلة مهامه التي وضع أسسها المناضلون الأوائل بسبب سيطرة القوى الرجعية على هذا المنبر وتجريده من مفاهيمه التي يعرفها الجميع. لقد عملوا على مسخه وتزوير هويته. لذلك لا فائدة اليوم من عقد ورش أو مئات الندوات طالما القوى المتشددة تنخر في جسد التقدميين وتجثم على صدورهم، والمصيبة الأعظم أن التقدميين أنفسهم يبدو أنهم راضون على هذا الوضع، لأن العمل الوطني الحقيقي اختفى وكل ما نراه اليوم مزايدات وشعارات خاوية وثرثرة. تاريخ طويل تم مسحه “عمدا” ولن يكون هناك تيار تقدمي حقيقي ما لم يتم فصل الرأس الوفاقي عن الجسد التقدمي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .