العدد 2199
الأربعاء 22 أكتوبر 2014
banner
يا مناضل... كيف بدلت جلدك بهذه السرعة؟ أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 22 أكتوبر 2014

البحرين لم تنتصر على المعارضة الطائفية التي أرادت اختطافها وتسليمها للأجنبي فحسب، وإنما أرغمت كذلك كل من كان يشتم ويكذب ويفبرك المقالات ويدافع عن الإرهابيين ويمجدهم طوال الأربع سنوات الماضية على إعلان هزيمته أمام العالم ويلقي الشعارات المتشددة ويذهب برجله إلى المراكز الإشرافية للمحافظات الأربع ويترشح نيابيا! أين كنت وأين وصلت الآن؟ ماذا أفادتكم تلك المقالات المسمومة والادعاءات الكاذبة وشتى صنوف محاربة البحرين. اليوم تأكد لكم أن من يعادي وطنه لا ينجح أبدا، والتحشيد والاستنفار لضرب الوحدة الوطنية وتعمد الإساءة الى المسؤولين بذرائع واهية ستقابله هزيمة واستسلام لا محالة.
من يثرثر أربع سنوات وينتقد الحكومة ويقول ما يقوله عن المشروع الإصلاحي ويصنع الكذب بقلمه ويشترك مع المعارضة الطائفية في الأهداف ويتجاوز كل الأعراف ويطعن الوطن، ويدعي بأنه معارض ومناضل، كيف له ان يبدل جلده بهذه السرعة ويترك المخطط الذي يسير عليه ويذهب للترشح نيابيا بعد ان كان من دعاة المقاطعة؟ هذا له تفسير واحد لا غير وهو ان الوطن قد سدد الضربة القاضية لهؤلاء الذين يدعون بأنهم معارضون وهم في حقيقتهم مهرجون ونظرتهم ضيقة ويتحركون بالخيوط كالدمى. القضية ليست في الترشح للمجلس النيابي فهذا حق مشروع لكل المواطنين، ولكن القضية التي نحن بصددها تكمن في “التقلب على الظهر والبطن” في الأشخاص الذين رفضوا الاعتراف بالمشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك وأنشأوا الشبكات الإعلامية المعادية للبحرين واتبعوا السخافات الغربية وكانوا في غاية السخاء مع المنظمات الحقوقية المشبوهة وكانت ذروة ضربتهم للوطن ابان فترة الدوار وبعدها. الوطن لا يريد المتلونين وأصحاب الأقنعة وتجار المصالح والمضللين الخادعين. أنت كنت معارضا فابقى كما أنت، لا أن تبدل توجهاتك حسب المصالح والأهواء، ليس عيبا أن تكون معارضا، ولكن بشرط أن تتحلى بالصدق والنزاهة ومحبة الوطن وعدم الانحراف والتضليل. اما ان تكون معارض “خرطي” او كما يقول المثل الشعبي “ودوه ودوه يبوه يبوه” فهذا موقف خائن ومنحرف، يا أخي حدد نهجك.. أنت من بالضبط؟ الناس ستحترمك عندما تثبت على موقف واحد دون تراجع، أما اقتناء اكثر من ثوب وقناع فهذا هو قمة الشقاء والغباء. كنت تزعق بأنك صاحب قضية وتكتب بحس الجماهير وتطاولت على الكثير من القرارات الحكومية وطلبت من الذي يسمعك أو يقرأ لك الثبات والصمود، وها أنت اليوم “تكشت” فيهم وتذهب برجليك إلى مظلة الوطن التي تحتوي جميع أبنائها دون تمييز. ذهبت وتركت من صدقك مذهولا.
نجحتم في الانتخابات أم لن تنجحوا، الشيء المهم هو جسامة الخداع الذي مارستموه على القراء والأتباع، ومن يدري ربما هناك الكثير ممن تمنى الدخول في المعترك الانتخابي بعد أن يئس من مواجهة شعب البحرين، ولكنه تردد لسبب ما أو بالأحرى “خاف من الفشيلة”!
المكر والخبث والاتهامات الظالمة في حق البحرين كان عنوانكم الدائم، ولكنه تغير اليوم حسب الموقف العام وأصبح ايجابيا، اصبحتم بين ليلة وضحاها مرشحين للمجلس النيابي ملبين لنداء الواجب الوطني بعد أن كنتم أعداءه.
عموما بادرة طيبة من يشعر بوخز الضمير ويعود إلى رشده ويترك عنه التآمر على البحرين، فالوطن هو الوطن، كالأم.. ولكن ما يدعو الى الدهشة ويثير الشفقة هو المتلونون الذين لا تعرف لهم أي توجه، اليوم معك وغدا ضدك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .