العدد 2295
الإثنين 26 يناير 2015
banner
“البيت الخليجي” في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 26 يناير 2015

كان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله دور كبير وبارز في إرساء دعائم البيت الخليجي ووحدة الصف وتوحيد الكلمة، حيث وقف في وجه التآمر على عروبة الخليج وأرعب قوى العدوان التي كانت تريد الشر بدولنا وسد بوجوههم الأبواب، فخلال فترة حكمه رحمه الله التي امتدت عشر سنوات شهدت منطقة الخليج تحديات كثيرة وتعددت وسائل التدخل في شؤون دولنا وأخذت المؤامرات تحاك من قبل الأعداء الذين كانوا يضعون كل ثقلهم لدعم التخريب والفوضى في المجتمعات الخليجية، كما ارتفع صوت الإرهاب بشكل ملحوظ واشتد ضراوة وبنيت له القواعد والجسور وحاول البعض اختراق جدران البيت الخليجي بالدسائس والمؤامرات المنظمة، ولكن كان للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله كلمة الحسم وكانت الحصن القوي الذي تحطمت عليه كل المؤامرات. كلما أشعلوا نارا بغية خلق البلبلة والتخريب وعدم الاستقرار في دول الخليج، اطفأها أبو متعب رحمه الله بحنكته وعمله غير المنقطع من اجل امن واستقرار اشقائه في دول الخليج.
كان أمن دول الخليج وعموم الأمة العربية والاسلامية همه الأول رحمه الله وحاز على كل تفكيره واهتمامه ووضع هذه القضية في مقدمة أولوياته وجعلها من القضايا المصيرية التي لا يمكن الحياد عنها والتساهل بها مهما كلف الأمر. دافع بقوة عن امننا وسلامتنا وكان شديد الاهتمام بالأمن والاستقرار وسخر كل امكانيات الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أعزها الله للمحافظة على الكيان والبيت الخليجي وحمايته من المطامع والمؤامرات والابتعاد عن التجاذبات التي تهدد انجازاته ومقدراته ومكتسباته.
لم يكن من السهل أبدا ان تبقى دولنا الخليجية بكل هذه القوة والصلابة والتماسك في ظل متغيرات اقليمية ودولية لا ترحم وعواصف من المؤامرات تأتينا من كل جهة، لولا حكمة القائد الراحل وقوة السعودية ووزنها الكبير في الوطن العربي والعالم اجمع. فالسعودية ضمان الأمن والاستقرار في الخليج وعندما بدأت طبول الحرب تدق، رأينا كيف أسكتتها السعودية، ليست طبول الحرب التقليدية فحسب، انما طبول الحرب الاقتصادية كذلك والسياسات المالية التي خنقت معظم دول العالم بما فيها الدول الكبرى، ولكن السعودية حالت دون تعرض دول الخليج لأية هزة بإمكانها التأثير على النماء والتطور.
إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته إنجازات عظيمه غيرت مجرى التاريخ بالنسبة لهذه المنطقة المسالمة من العالم، فقد اجتازت دول مجلس التعاون الخليجي الكثير من العقبات والتحديات وابتعدت بفضل حكمة وقيادة أبي متعب عن دائرة الصراع الدولي والإقليمي، فقد كان رحمه الله جادا وحازما في مثل هذه القضايا ولا يتهاون أبدا مع كل من يحاول تمرير أجنداته الشريرة في أراضينا. كان يمتلك ذكاء وعزيمة قوية لا تلين لتحطيم الأحلاف المعادية لدول مجلس التعاون الخليجي، وكل من يفكر في مواجهته عبر مختلف الأساليب يواجه مرارة الفشل والخذلان. فلخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله إرادة فولاذية لا تعرف اليأس أبدا.
سنفتقدك يا والد الجميع، يا أبا الخليج والعرب، كيف لا وأنت الأب الحنون الذي يرعى أبناءه برفق وحنان، إنك باق في قلوب كل أهل الخليج والعرب وعموم الأمة الاسلامية، وأرض السعودية المباركة لا تلد الا الأبطال الخالدين والعظماء.
كان بالأمس عبدالعزيز ثم سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، واليوم سلمان، مسيرة مباركة عظيمة لحماية الإسلام والمسلمين والدفاع عن قضايا الأمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .