العدد 2358
الإثنين 30 مارس 2015
banner
السعودية تنجح في تعبئة كل العرب أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 30 مارس 2015

وضع سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه حجر الأساس لبناء قلعة عربية شامخة تكون حصنا منيعا للدول العربية من الأخطار والتهديدات، حيث تطرق جلالته في افتتاح أعمال القمة العربية الـ 26 التي عقدت مؤخرا بمدينة شرم الشيخ المصرية بمقترح إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة في إطار المواثيق العربية والدولية، تكون مهمتها التدخل العسكري السريع لرد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسيادة أية دولة عربية، ونحن على ثقة كبيرة بأن الزعماء العرب سيبذلون كل الجهد لتحقيق هذه المبادرة التاريخية التي تأخرت كثيرا وجعلت دولنا العربية تمر بظروف صعبة وقاسية ولن نتمكن من اجتيازها ما لم نحشد الطاقات لإنشاء هذه القوة العسكرية لقهر الغزاة والأعداء.
إن “عاصفة الحزم” بينت بما لا يدع مجالا للشك أن طاقات الدول الخليجية والعربية عموما ضخمة وكبيرة وقادرة على تحقيق الانتصارات وسحق جماجم المتربصين والأعداء وأولهم النظام الإيراني الذي تجمدت اطرافه بشكل واضح وهو يرى هذه القوة العربية التي دافعت عن ارض اليمن وأحرقت العملاء الحوثيين وأوصدت الأبواب في وجه بقية العملاء في داخل دولنا. إن دولنا العربية أراد الله لها ان تتحد اليوم اكثر من اي وقت مضى في ذروة المؤامرة على الوطن العربي والأمة الإسلامية من قبل العدو الإيراني وغيره، والعمل العربي الموحد بات ضروريا قبل اي تحرك في مثل هذه المتغيرات التي تعيشها المنطقة. اليوم العرب يكسبون والعالم تحول كله الى اليمن الشقيق ليشاهد القوة العسكرية الرهيبة ووحدة الصف والمصير. قوة العرب العسكرية تنطق كأقوى قوة وتحالف وتجسد الإرادة العربية المشتركة والصارمة على المضي قدما في الدفاع عن أراضينا وأمتنا وهذا ما يجب أن يعرفه الكل وأولهم ايران عدو الأمة العربية الأول.
لقد تحرك العالم العربي بدون استثناء لنصرة اليمن الشقيق والقسم الأكبر من المهمة هو التحرك لتنفيذ القوة العربية العسكرية المشتركة وعدم إعطاء الغرب والأميركان بعد اليوم أي اهتمام. فسياسة ضبط النفس والانتظار وحسن النية والدبلوماسية هي سبب تعثرنا وهي من جعلت النظام الإيراني والعملاء يتمادون كثيرا ويستهدفون أراضينا. فنحن في البحرين صبرنا كثيرا على تدخلات ايران في شؤوننا الداخلية ودعم الارهابيين والمخربين. وبعد كل تدخل نصدر بيانا ونستنكر ونتبع كل الطرق الدبلوماسية على امل ان يعود النظام الإيراني الى رشده ويعرف “السنع” ولكن دون فائدة. الانتظار والدبلوماسية جهة الضعف لنا كخليجيين وعرب، ففي الوقت الذي كنا فيه نتعرض للأخطار الداهمة التي كانت تتمثل في التحرك نحو بلداننا وحدودنا كما فعل الحوثيون بدعم إيراني واضح، كنا نعلق الأمل على التحركات الدبلوماسية مع جهات مخادعة يستحيل ان تتخلى عن مشروعها التخريبي والتوسعي.
سوف يسجل التاريخ كما سجل من قبل للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أعزها الله هذا الدور الريادي من اجل الدفاع عن العرب والمسلمين، والعمل الجاد من اجل وحدة الوطن العربي والأمة الإسلامية ولم تتردد لحظة واحدة في حماية كل من يطلب حمايتها والوقوف في وجه القوى المعادية. السعودية اليوم نجحت في تعبئة كل العرب ووحدت كلمتهم بعد سنوات من التفرق والقطيعة وهي تملك المسلتزمات الكفيلة بالدفع نحو تحقيق وإنشاء القوة العربية العسكرية المشتركة لأنها هي الشرط الأساسي لتماسكنا ووحدتنا وصد المعتدين.
بقي أن نقول للنظام الإيراني والصف المعادي لقد كان العرب خلال السنين الماضية اكثر من التزم بالدبلوماسية والقرارات الدولية في الوقت الذي اتسع فيه نطاق عدوانكم، اما اليوم فقد جاء وقت تطهير أراضينا نهائيا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .