العدد 2456
الإثنين 06 يوليو 2015
banner
نريد نقلة نوعية يا وزير الشباب أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 06 يوليو 2015

حملت الميزانية العامة للدولة للعامين 2015 – 2016 زيادة مصروفات المؤسسة العامة للشباب والرياضة بمبلغ 7 ملايين دينار وهذا مبلغ يفترض ان يكون كافيا للمؤسسة للقيام بمسؤولياتها والتزاماتها أكثر من اي وقت مضى خصوصا في ظل الاضطراب الذي اجتاح المنطقة وأطاح بالكثير من الشباب وأدخلهم في أتون الإرهاب. للأسف لم تعش المؤسسة العامة للشباب والرياضة مع الأزمة بالقدر الذي يمكنها من إبعاد الشباب عن طريق الخطأ وتأمينهم وضمان سلامتهم ودرء المخاطر عنهم، لماذا؟ لأنها كانت في معزل عن الأنشطة الثقافية والفكرية التي تنمي الحس الوطني وتؤدي إلى خلق المواطن الذي يضع نصب عينه نمو البلاد ورفعتها. فعلى مستوى الأندية اختفت الأنشطة والفعاليات الثقافية بل وعمدت إدارات الأندية إلى إزالة أية خطة تتعلق بالثقافة ولم تدعم أي نشاط يذكر، وكان هذا كله يحصل أمام المسؤولين في المؤسسة ولكن لم نر منهم أي تحرك أو رغبة للتغيير وكأنهم ينفرون من الثقافة ولا يعتبرونها حاجة ملحة في الأندية التي تحولت إلى مجرد أماكن للتسلية ولعب الكرة ولا شيء غير ذلك. انصب الاهتمام على الرياضة وتم إهمال المجال الثقافي والفني في الأندية بشكل كامل، ولعل المثال الواضح للإهمال في هذا المجال، كل الأندية تفتقر للمكتبات ومسارحها تستخدم للأعراس والحفلات الخاصة فقط ولا يوجد من يهتم بتطوير ثقافة شباب النادي ويوجههم للاشتراك في أي نشاط ثقافي وفني. أين مسابقات الرسم والتشكيل؟ أين مسابقات كتابة القصص وكل الأنشطة التي تدفع الشباب إلى الابتكار والنشاط الخلاق؟ أين العروض المسرحية والموسيقية؟
المؤسسة العامة للشباب والرياضة لا تلتفت بدرجة كافية إلى الأنشطة الثقافية وكانت لهذه الإشكالية الخطيرة على مدى سنوات آثار سلبية لعبت دورا مؤثرا في عدم تحمل الشباب للمسؤولية واعتقادهم أن النادي مجرد مكان للهو واللعب والسهر ومضيعة للوقت، وليس كما يفترض أن يكون الحصن الحصين بعد البيت والمدرسة للقيم والمسؤولية نحو المجتمع وتقوية الشعور بالانتماء للوطن وتنمية القدرات على استخدام عقولهم مثل أيديهم تماما.
اليوم ومع هذه الميزانية نتمنى من المؤسسة العامة للشباب والرياضة أن تنفق على الثقافة على نحو لم يسبق له مثيل، فقد تشبع الشباب من الرياضة وجاء الوقت لتغيير مفهوم كلمة النادي لديهم وتحفيزهم على حب الاطلاع واعتماد الأنشطة الثقافية والفنية بشكل دائم في الأندية وزيادة الاهتمام بالمسابقات الفكرية وبناء مكتبات خاصة ومرافق وتجهيزات وفق أفضل المواصفات وأحدثها بغية توفير بيئة مناسبة لتلقي الثقافة والتزود بالمعرفة والاستفادة من هذا المجال الذي بات مطلبا مهما في اية خطة للمؤسسة سواء على المدى القريب أو البعيد. نريد ان تستغل المؤسسة الميزانية في تنمية الشباب البحريني فكريا ومعرفيا ورياضيا بهذا الترتيب وليس العكس. نريد نقلات نوعية في أنديتنا فيما يتعلق بالأنشطة الثقافية والفنية بحيث تأخذ السيادة والزعامة بالإضافة إلى الرياضة. علينا تأسيس قاعدة صلبة في مجالات الثقافة والفنون بكل الأندية البحرينية دون استثناء واختيار كوادر مؤهلة لوضع استراتيجية العمل والتنظيم والتنسيق مع باقي الجهات مثل وزارة التربية والتعليم وهيئة الثقافة و»الإعلام» ومؤسسات المجتمع المدني ذات الشأن مثل أسرة الأدباء والكتاب ومركز كانو الثقافي ومركز عيسى الثقافي وغيرها من الجهات التي تعنى بالإبداع من اجل الوصول الى الغاية المنشودة. الأنشطة الثقافية في أندية دول الجوار تقدمت بشكل كبير، فقد أصبح النشاط الثقافي في الأندية أمرا في غاية الأهمية وأساسيا وكلنا أمل في وزير الشباب والرياضة الأخ العزيز هشام الجودر في إحداث هذه النقلة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية