العدد 2514
الأربعاء 02 سبتمبر 2015
banner
أميركا تريدنا في جلسة أخوة ومصالحة مع الإرهابيين! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 02 سبتمبر 2015

من جديد تخرج أميركا عن القاعدة الأخلاقية وتصدر بيانا عبر سفارتها في البحرين بعد العملية الإرهابية في كرانة تقول فيه:
“إن المصالحة والحوار هما الطريق الوحيد لكل البحرينيين للمضي قدما من أجل تحقيق تطلعاتهم المشروعة”.
عن أي حوار تتحدثون ومع من؟ لم يعد في البحرين شيء اسمه حوار بعد أن تكتلت جهودهم وحشدت القوى حينما كان الحوار مفتوحا لتحقيق أهداف غير وطنية وطرحوا مجموعة من الشروط بعيدة عن الإرادة الشعبية. وكما قال النائب الأخ العزيز عبدالله بن حويل.. “لا حوار مع الإرهابيين، وإن أبواب الحوار مفتوحة على الدوام وفق المؤسسات الدستورية القائمة وعبر الأساليب الحضارية والقانونية، ولا يوجد دولة في العالم حاورت الإرهابيين والقتلة ورضخت لأساليب العنف والتحريض والتفجيرات واستسلمت للعمليات الإرهابية ورضخت لشروط الإرهابيين، ومملكة البحرين قوية شامخة بقيادتها وشعبها وبدولة المؤسسات والقانون”.
أميركا ومع أنها تمتلك آخر كلمة في العلم والتكنولوجيا تقف اليوم على حافة الانهيار الأخلاقي والإنساني بمساندتها للإرهابيين وطلب الحوار معهم وانكشاف أمرها وخرافة المجتمع المتحضر. تريدنا أن نجلس مع أصحاب المخططات والحاقدين على البحرين والإرهابيين في “جلسة أخوة ومصالحة” وربما يطلب منا أيضا أن نقدم لهم الحلوى وننثر الورود عليهم. ينبغي أن لا يدهش المرء من ذلك حين يعرف أن الساسة الأميركان لا يرون الإرهاب إلا في أميركا وحدها، ونحن حين نقول إن بلدنا يتعرض للإرهاب فهذا غير صحيح عندهم بل ويذهب بعضهم باعتباره - أي الإرهاب - الديمقراطية الجديدة التي أساسها التحرر لضرب الأوطان وإسقاطها وفق نظرية “الفوضى الخلاقة” التي ابتكروها.
“احنا وين” وهؤلاء حديثهم لا يزال عن الحوار وملاطفة الكيانات والجمعيات السياسية العميلة ومن يتبع أخبث الوسائل لضرب البحرين وتخريبها. الإرهاب يتمدد في وطننا وشهداء الواجب من رجال الأمن في تزايد، والسفارة الأميركية تخرج لنا ببيان غبي تتحدث فيه عن المصالحة والحوار مع الإرهابيين ومن تسبب في الانقسامات الطائفية وعاث في وطننا تخريبا.
 أميركا تدرك أهمية أولئك الإرهابيين والعملاء، وهي تعرف أن ولاءهم لإيران، فكيف تطالب بالحوار مع من جعل نفسه مطية للأجنبي وأعداء البحرين؟ أخبرونا أنتم، هل ترون الحوار مع من أحدث الشغب في شوارعكم، مجرد شغب، وليس قتلا لرجال الأمن حتى يعتبر الحل الأصوب والضمان السريع للوصول إلى شواطئ الأمان وتجنب المخاطر؟ لم نسمع في حياتنا أن أميركا قبلت بالحوار مع الخارجين على القانون وسجلت في تاريخها مواقف رخوة معهم ودعتهم بكل مودة وترحيب. أميركا لا تعترف بالحوار مع الإرهابيين والقتلة في كل الأزمان فكيف تطالب به لغيرها خصوصا وهي تعرف من جلس في تلك الأيام على طاولة الحوار وحمل في يديه ما أسموها بوثيقة المنامة وهي في حقيقتها ملف إيراني خالص يحمل وبالمعنى الواسع التدخل في شؤون البحرين.
البحرين بلد القيم والمثل والحق والخير، وليس هناك شيء اسمه حوار مع الإرهابيين ومن يمزق الصفوف ويعبث بالوطن ويحرض على الإرهاب والفوضى.
 البحرين بلد أتاح للجميع دون استثناء لكي يعبروا بحرية تامة عن إرادتهم وفق القنوات الدستورية التي تحفز دائما للنهوض بالوطن ومنجزاته، ومن يظن أن لغة الضغط والتعارض مع إرادة الشعب ستنجح فهو واهم وخسارته محتومة ومفهومه ضيق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .