العدد 2604
الثلاثاء 01 ديسمبر 2015
banner
متى يخرج النائب أو العضو البلدي من بيته! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 01 ديسمبر 2015

لا يخرج النائب أو العضو البلدي إلى منطقته لرصد مشاكل الناس إلا بعد أن يسمع عن زيارة وزير أو محافظ ليبين أنه موجود في الخدمة، وهذه الحقيقة ليست من اختراعي بل واضحة وموجودة. كل يوم نكتب في الصحافة عن المشاكل التي يتعرض لها الباعة في السوق الشعبي بمدينة عيسى والنمط غير الصحيح الذي يسير عليه هذا السوق الشهير، وشخصيا وبحكم زيارتي المتكررة للسوق ومعرفتي بأمراضه و”بلاويه”، كتبت عشرات “الأعمدة” ولكن وكما يقال الشمس تشرق كل يوم من المشرق في الصباح، وتغرب كل يوم في المساء. وهذا يعني أن ما نكتبه في الصحافة “ولا يدري” عنه النائب ولا العضو البلدي، حيث وصل “التطنيش” لمشاكل الباعة في السوق الشعبي إلى مراحل متقدمة.
مؤخرا زار محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة السوق الشعبي بمدينة عيسى بمعية عدد من المسؤولين للاطلاع عن قرب على مشاكل الباعة وتلبية احتياجاتهم ومطالبهم داعيا الجهات المختصة الى سرعة الانتهاء من كل الاحتياجات الضرورية التي يتطلبها السوق نظرا لأهميته، كما شدد على اهمية تواصل المسؤولين لأخذ الاحتياجات والشكاوى والمشاكل التي يتعرض لها الباعة في السوق الشعبي، وهذه الزيارة ليست غريبة على محافظ الجنوبية الذي يتدخل دائما لدفع العجلة ومد يد المساعدة ووضع الحلول والقرارات والحد من المشكلات أيا كان نوعها. ولكن الأمر الغريب هو تدفق النواب وأعضاء المجلس البلدي وكامل الفريق في بلدية المنطقة بهذه الصورة بعد وقت طويل من النسيان والوحدة التي نخرت في قلوب الباعة في السوق الشعبي. وهذا ما يدعونا لطرح السؤال التالي، هل بالضرورة ان يقوم مسؤول رفيع بزيارة الموقع حتى يتحرك النائب والعضو البلدي من مكتبهما ويكونا مع الجماهير والناس في الشارع؟ عندما ينمو الخراب ويتسع في اي موقع ويتدخل الوزير أو الحكومة بثقلها لوقف الوضع المتدهور حينها يخرج بعض النواب والأعضاء البلديون من بيوتهم اسرع من الصاروخ “حتى ما يمديهم لبس الغترة والعقال”، ومباشرة الى الموقع ليظهروا أنهم اليد الأمينة التي ظفر بها شعب البحرين وأنهم لا يسكتون على الاعوجاج والانحراف ويخرجون امام الحكومة “جم ورقة” على أنها ابواب خطة تنمية عاجلة لهذا السوق أو ذاك المجمع أو تلك المدرسة وبقية المشاريع المختلفة.
للأسف هناك بعض الوجوه من النواب وأعضاء المجالس البلدية، لا تعترف بمتابعة احتياجات المواطنين في كل موقع، المواقع تكون مهمة وتحتاج الى صيانة ومتابعة وتجديد ورصد ميزانيات واعتمادات كافية في فترة الانتخابات فقط، أي فترة رمي الطعم للناس “وبيع الحجي” ومن ثم يتغير كل شيء وتتغير القواعد والالتزامات بعد الفوز بالمقعد النيابي أو البلدي.
لو أتيح لباعة السوق الشعبي التحدث عن مشاكلهم للنواب والأعضاء البلديين بفرصة كافية وجلسات مطولة، لما ذهب إليهم مشكورا الأخ العزيز محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة ليجد علاجا لمشاكلهم بهذا الحماس والاهتمام والعناية الفائقة. باعة السوق الشعبي آمالهم قوية على زيارة محافظ الجنوبية لأنها الوسيلة الوحيدة التي ستزيل العراقيل والعقبات عن طريقهم، وليس ظهور النواب والبلديين وبعض المسؤولين في ثوب ليس ثوبهم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية