العدد 2673
الإثنين 08 فبراير 2016
banner
التصنيع العسكري في دول الخليج وإعطاؤه الأولوية أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 08 فبراير 2016

بدأت دول مجلس التعاون الخليجي تهتم اكثر من اي وقت مضى بالتصنيع العسكري وأصبح هذا الموضوع يحظى بالاهتمام الواجب، وأنه آن الأوان للانتقال به إلى مرحلة أكثر فاعلية، وأقتبس هنا جزءا من حديث المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين للزميلة “الأيام” عن الصناعات الدفاعية الخليجية: (هناك صناعات دفاعية خليجية تشكل أفقا يبشر بالخير، حيث تنهض لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتّحدة منظومة تصنيع، وتحديث المركبات العسكرية، وأنظمة الاتصال، والطائرات دون طيار، وغيرها، بالتعاون مع أكبر شركات الصناعة العسكرية في العالم ونتمنى أن تمثل تلك الجهود الصناعية العسكرية منطلقا لقاعدة صناعية عسكرية خليجية مشتركة، وأن تقنن مخرجاتها حسب احتياجاتنا، وإمكاناتنا، وأولوياتنا، وملاءمتها طبيعة الأجواء، والطقس والأرض لدينا، وأن نعمل على إعطاء أهمية لتأسيس وتطوير قاعدة الصناعة العسكرية وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المجال لتوفير احتياجاتنا الأساسية من العتاد والمعدات العسكرية، نحن في قوة الدفاع لدينا تجربة متواضعة في تجميع الآلية المدرعة (فيصل)، والتي تعد أول مدرعة متعددة الأغراض يتم تصميمها، وتجميعها بوحدة الصيانة الفنية بقوة الدفاع، بجهود محلية من قبل مهندسين بحرينيين، وحسب المواصفات الفنية المعتمدة دوليًا، بالتعاون مع إحدى الشركات الأوروبية المتخصصة في التدريع، وهذه القطعة العسكرية التي صنعت بأياد وجهود بحرينية كانت تجربة عملية عكست صورة مشرقة لقدرات منتسبي قوة الدفاع، وكفاءاتهم).
انها خطوة ناجحة قامت بها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة نحو التصنيع العسكري ودعم هذا التوجه وإعطائه الاولوية والافضلية طالما الخبرات الفنية موجودة والقيادتان تتابعان كل الامور التي من شأنها تطوير التصنيع العسكري وتذليل المشاكل والصعوبات التي من الممكن مواجهتها، فالسعودية والامارات عملتا على تصنيع وتطوير مركبات عسكرية وأجهزة اتصال وطائرات بدون طيار وتبذلان خطوات حثيثة من اجل التحول من مستورد إلى مصنع والاستفادة من التقنية الحديثة والمشاريع والبرامج التدريبية المختلفة، ونحن في مملكة البحرين وكما أوضح المشير لدينا تجربة متواضعة في تجميع الآلية المدرعة (فيصل) ومن المؤكد هناك مجموعة اخرى من المشاريع التي ستتبع الآلية وكل ما نشهده اليوم من انجازات في كل دول المجلس يبشر ببناء قاعدة صناعية عسكرية خليجية مشتركة بفضل وجود الخبرات والكوادر المتخصصة، فدول مجلس التعاون الخليجي تحتاج الى تغيير جذري في بعض الامور وبشكل شامل وتضاعف العمل من اجل تطوير قطاع الصناعة العسكرية وتوفير الانظمة المتطورة التي تعزز هذه الصناعة، وأفضل التكنولوجيات التي توصل اليها العلم. ومن البديهي ان تفكر دول الخليج هكذا وتدرك معطيات المرحلة التي نمر فيها وهي مرحلة تتميز بتناقضات اساسية ذات طابع انفجاري ويفترض انه جاء الوقت للاعتماد الكامل على النفس وبناء التحالفات مع هذا التبدل الواضح في موازين القوى. الإنجاز الاهم الذي يؤمل تحقيقه بالنسبة لنا كشعوب خليجية هو اطلاق مشروع صناعي عسكري خليجي تساهم فيه كل الامكانات البشرية والمالية المتاحة وبأسرع وقت، فهذا المشروع يجب ان يستدعي اهتماما خاصا عن طريق دعمه بكل الوسائل، ووضع استراتيجية متكاملة له ليكون بداية الطريق لتحقيق آمالنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية