العدد 2842
الثلاثاء 26 يوليو 2016
banner
أصدقاء الخليج في النهار وفي الليل يفتحون صندوق المؤامرات! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 26 يوليو 2016

لي عبارة دائما أقولها لزملائي في الجريدة على سبيل المزاح وهي “العالم يحتضر” وأسمع منهم بعض التعليقات، هناك من يضحك وهناك من لا يبالي وهناك من يوافقني الرأي ويتوقع قريبا ان يرى حطام العالم متناثرا على كل شبر من الأرض.
إن الفترة التي نمر فيها الآن هي بالفعل فترة انعطافية، يتحتم علينا نحن في دول الخليج خصوصا أن نقوم بمراجعة شاملة لأوضاعنا الراهنة لاستشراف المرحلة الجديدة التي بدأت تضرب بابها بعنف. هناك محاولات كثيرة وطويلة الأمد لتجزئة دولنا بشتى المعاني ودول تعمل على جمع “الخونة والعملاء” كطلبة المدارس تماما لتلقي عليهم محاضرات عن مظاهر الخيانة وقصص كاذبة عن الاضطهاد والبؤس ليصلوا الى ذروة الانقلاب على أوطانهم. الاصدقاء الغربيون هم من حمل هذه اللافتة ونراهم باستمرار يقدمون الدعم للانقلابيين والعملاء في مختلف الميادين، فمواقف اميركا المعادية لشعوب الخليج مواقف منتشرة وتتضاعف في انسياب سريع ومنذ الآن وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية “يتخادنون علينا” بمقاييس ومفاهيم علهم يستطيعون الإبقاء على الوضعية السائدة، وفي الطرف الآخر اصطف الانجليز مع من يريد تفتيت الجبهات الداخلية لدولنا تحت شعار “السلمية الزائفة” والحرية والديمقراطية المشوهة. وهناك دول اخرى في اوروبا تعمل على تنمية وتغذية الإرهاب والضرر بالمجتمعات الخليجية من تحت الطاولة ونحن مازلنا نعتبر علاقتنا مع هذه الدول علاقة طبيعية.
في هذه المرحلة المليئة بالممارسات السلبية والعدوان على دولنا وهويتنا وانتشار الأطماع والخطط الآثمة التوسعية علينا إعادة صياغة كلمة “الأصدقاء والحلفاء” إذا أردنا صون منجزات خليجنا ومكتسباته، فمن كنا ندعوهم بالأصدقاء لم يضطلعوا بدورهم الإيجابي الفعال كما ينبغي، بل تدخلوا في شؤوننا الداخلية وفتحوا آفاقا واسعة مع من يخون الوطن وأصروا على ذلك بكل وقاحة، نمد لهم يدنا للتعاون والتكامل ولتثبيت ركائز الاستقرار والمصالح المشتركة، ولكنهم يمدون لنا يدهم في النهار وفي الليل يفتحون صندوق المؤامرات والتنظيمات السرية المتواجدة على الساحة. نوعية المواقف التي تتعرض لها دول الخليج تجعلني شخصيا اتحفظ على كلمة “أصدقاء” لأن الحالة التي نحن فيها حالة غير طبيعية ولابد من مراجعة هذه المواقف والألقاب، ففي الظاهر وأمام وسائل الاعلام يقولون لنا ان العلاقات بيننا علاقات طيبة ومتنامية ولكن في الغرف المغلقة يختلف الكلام ويتم تحضير “المعصرة” لعصرنا وشفطنا!
إذا كانت دول الخليج تسير على نفس الخط الاستراتيجي فلماذا لا يعلن الاتحاد الذي أصبح اليوم مطلبا شعبيا سيقف بكل قوة ضد  كل السياسات الخبيثة الرامية الى تعطيل مسيرة التنمية في الخليج وعرقلة الجهود. كثيرون يتساءلون عن القادم وعن النقاط الخاصة والدفاعية التي نمتلكها على كل الأصعدة، فالمؤامرات لن تنتهي والمنطقة برمتها غير راكدة بل مشحونة بأسباب التفجير وتسارع المصائب والاضطرابات. هذا المكان من العالم بات مهددا ولا يجب ان نستمع بعد اليوم الى الدجالين في الغرب الذين ندعوهم بالأصدقاء، وهم يسعون الى دفننا. عند الغزالي كتاب اسمه “تهافت الفلاسفة” ونحن نشهد على دولنا المسالمة تهافت الكذابين وأصحاب الزيف.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية