العدد 2906
الأربعاء 28 سبتمبر 2016
banner
“سكن العزاب وعوامل الموت للفرجان العريقة”! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 28 سبتمبر 2016

نحن الآن أمام ظاهرة غير عادية، وأقول أحيانا إنها معقدة جدا وتنذر بالتخريب والتدمير، أقصد ظاهرة مساكن الآسيويين في مدينة عيسى والرفاعين والمحرق والمنامة، فالوضع زاد عن حده وأصبحت العوائل البحرينية تعيش في قلق دائم وخوف على أبنائها من هذه الجماعات التي استوطنت معظم الفرجان والأحياء بطريقة مخيفة وعلى نطاق واسع. تحولات خطيرة تحدث في الفرجان والأحياء وإذا لم نتحرك سريعا بصورة جادة وعلى منهج وأسلوب صحيح ستكون النتائج خطيرة والمتضرر الأول والأخير هو المواطن، فهذه البيوت أولا مستهلكة وعمرها الافتراضي انتهى، وثانيا أكثرها تم تقسيمه إلى عدة غرف، وكل غرفة عليها إيجار معين والجميع يشترك في دورة مياه واحدة ومطبخ واحد وأقل عدد من هؤلاء العزاب في أي بيت يصل إلى 25، مع الإضافات كالدراجات الهوائية أو النارية “والمخفي أعظم”!
بيوت تحولت إلى مغاسل للثياب - دوبي - ومصانع وورش نجارة وحدادة ومخازن لحفظ الأسماك وأدوات البناء، وكل هذه البيوت المخالفة لا تبعد سوى أمتار عن بيوت العوائل البحرينية والمشروعات تنفذ أمامهم من قبل الملاك ولا يستطيعون فعل شيء خصوصا في ظل وجود مجالس بلدية ذات طابع كلامي وبدون لجان تخطيط ولا تعرف الوصول إلى الأهداف المرسومة ولا تعي الدور الطلائعي الرائد الذي من الممكن أن يضطلع به هذا المجلس تجاه المواطنين. أتذكر قبل سنوات أنه صرح أحد البلديين بأنه سيحقق تغييرا جذريا شاملا وعميقا في مسألة سكن العزاب وسيغلق هذا الباب في دائرته ولكن اتضح بعد ذلك أن التصريح كان مجرد إعلان ودعاية انتخابية.
فرجان عريقة بتاريخها وناسها تغيرت ألوانها ومنابعها وتشوهت بفعل هذا الزحف الكاسح السريع وكأننا نتحدث عن بقعة زيت تمددت، أو وباء لا يمكن السيطرة عليه، ماذا حدث في الرفاع الشرقي، صورة مؤلمة عندما ينتهي تاريخ طويل لمعظم الفرجان ويمحى التراث الرائع بسبب استهتار وجشع الملاك الذين يجرون خلف الأموال وتأجير بيوتهم وتحويلها إلى “خان” للعمال الآسيويين وغيرهم، أشعر أحيانا عندما أتوقف في تلك الفرجان “دون ذكر أسماء” أنها أصبحت مجرد رقعة تعيش فراغا عمرانيا وحضاريا واختفى العالم الواحد المتماسك المترابط الذي كنا نعرفه في كل فرجان وأحياء البحرين. وبمدينة عيسى كذلك لم تعد هناك هوية لأي فريج، والمحرق يبدو أنها أصبحت عالما جديدا للعمال الآسيويين والعزاب!
بكلمة مختصرة أقول إن “سكن العزاب والآسيوين” أتى بعوامل الموت المباشر للفرجان في البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .