العدد 2115
الأربعاء 30 يوليو 2014
banner
بأي حـــال عـــدت يـــا عيـــد أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الأربعاء 30 يوليو 2014

“عيد بأي حال عدت يا عيد... بما مضى أم في الأمر فيك تجديد”، كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية، كل عام والجميع بما يريدون ويتمنون، كل عام وأمتنا كما نرجو وندعو لها دائما، فقد مر علينا العيد ولله الحمد بصحة وعافية نحمد الله جل جلاله عليها، ومر العيد وغالبية أبناء أمتنا يحتفلون به كما هي عادتهم كل سنة وكل عيد.
مر علينا العيد ورأينا فيه الأطفال بثيابهم الجديدة في كل مكان، يطوفون المنازل محتفلين يطلبون العيادي وكلهم فرح وسرور والبسمة لا تفارق شفاههم، وكلما مروا بمنزل في الحي يبدأ كل منهم في عد ما جناه حتى اللحظة مع أنه قليل.
كل عام ندعوا  الله سبحانه أن يعيده وأمتنا بحال أفضل مما هي عليه مع أننا نقرأ القرآن الكريم دائما ونمر بآية كريمة نقرأ فيها “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” وفيها يدعونا سبحانه وتعالى لعدم التواكل، بل العمل على التغيير للأفضل دائما، والتغيير سواء للأفضل أو للأسوأ جعله الحق سبحانه وتعالى بيد العبد نفسه، ولكننا دائما ننسى ذلك ونتواكل، ولا نعمل للتغيير والتجديد، بل نترك الأمور تمر كما يريد غيرنا دون أن نضع أيدينا في صنع ذلك المستقبل، والأدهى من كل ذلك أننا نضع أيامنا القادمة دائما بيد أعدائنا يتحكمون فينا وفي تلك الأيام، لذلك مر علينا العيد الأخير مختلفا وليس كما دعونا في العيد الذي قبله.
مر العيد والجميع بحال طبيعية مستقرة يغلب فيها الفرح على كل شيء إلا حال أهل غزة وأهل سوريا وأطفالها الذين مر عليهم العيد ما بين المستشفيات والمقابر، العداد فيه يحسب كل لحظة الزيادة في الشهداء، ويعد الأطفال الذين سقطوا أو تقطعت أوصالهم، أما المحظوظون فيهم فهم على الأسرة البيضاء في المستشفيات خائفين من سقوط القذائف والقنابل على تلك المستشفيات، فهم يتعاملون مع عدو لا يفرق بين مستشفى أو منزل أو موقع عسكري، فهدفه الإنسان في أي موقع وأي وقت.
مر العيد وأمتنا لا تعرف غير الحساب من خلاله تحسب فقط عدد الشهداء وتتعب نفسها في معرفة تفصيلهم وكم طفلا فيهم وكم امرأة أو كم شيخا في العدد الكلي، مر العيد وأبناء أمتنا يتناحرون في ما بينهم، يقتل بعضهم بعضا بعيدا عن عدوهم الحقيقي، ويتباهى أغلبهم بعدد من قتل من أبناء دينه وجلدته، فهل يستطيع أي منا أن يضع نفسه ويتخيل أنه جزء من غزة أو سوريا أو العراق في هذه اللحظة، وكيف يكون حاله لو كان هناك، وكيف سيكون شعوره حيال باقي أبناء أمته حينها وكيف سيفكر في لحظته وكيف سيعمل في قادم أيامه؟ فلو وضعنا جميعا – دون استثناء – أنفسنا في هذا الوضع لربما تغير الموقف وتغير معه الحال، ولكننا دائما ننسى أو نتناسى لأننا لا نريد أن نتخيل ذلك ويرى كثيرون منا أنهم أعجز من ذلك وأن ما بيدهم أهم من غيرهم وأهم من مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
ليس الهدف من هذا الكلام والوصف هو تقليل الفرح الذي نحن عليه فالخالق دائما يدعونا لنكون فرحين، ولكن الهدف منه هو الدعوة للعمل والتغيير مهما كنا نرى في التغيير أنه صغير أو بعيد عن غزة أو غيرها من فاقدي الفرح في وطننا العربي فالبناء مهما علا وكبر يبدأ بحجر صغير.. وكل عام والجميع بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية