العدد 2355
الجمعة 27 مارس 2015
banner
حسن فعلتم ونحن معكم.. يجــب أن تعــود اليمــن إلــى أمتهــا أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الجمعة 27 مارس 2015

أن نبدأ متأخرين أفضل من ألا نبدأ، وأن نكون إيجابيين خير من أن نظل سلبيين، هذا ما ينطبق على ما تقوم به دول الخليج العربي بقيادة السعودية في اليمن مؤخرا، فقد طالبنا في هذه الزاوية منذ أسابيع عديدة بضرورة التدخل العربي في اليمن لوأد حركة تخريب ذلك البلد وإسقاطه في يد الدولة الإيرانية والفوضى التي يريدها علي عبدالله صالح ومن معه، ولتصحيح ما فعلته دول الخليج حين أعطت صالح فرصة الفرار من محاسبة الشعب له ومنحه الحصانة من المحاكمة، مع ان تلك الحصانة سقطت الآن بما فعله هذا المعزول ومن الواجب تقديمه للقضاء هو ومعه القادة العسكرون الذين اشتراهم وساهموا في تخريب اليمن بمجرد عودة الأمور إلى نصابها هناك.
الوضع لم يعد يحتمل الارتكان للعمل الدبلوماسي والسياسي فقط، فالحوثيون والرئيس المعزول في اليمن أسقطوا كل ذلك ومارسوا تخريب اليمن دون الالتفات إلى مطالب الشعب اليمني وأحزابه بالعودة إلى طاولة الحوار ودون الالتفات إلى دعوات الرئيس اليمني المنتخب في هذا الشأن، وهو ما يعني ان السعودية ودول الخليج استنفذت كل الطرق الدبلوماسية والمناشدات لمنع سفك دماء الشعب اليمني وأصبح لهم الحق، بل عليهم واجب في نصرة شعب اليمن وإنقاذه مما يحاك له ولوطنه ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
أثبتت الأحداث التي تمر بها المنطقة منذ سنوات ان التقوقع داخل الحدود القطرية المزيفة لكل دولة من دولنا العربية يمثل ضررا على الدولة ذاتها ويجعلها عرضة للخراب والتمزق والسقوط، وهذا ما يجعل العمل القومي المشترك أساسا لأي تحرك مستقبلي تقوم به الدول العربية، فنحن في زمن لا يحترم الصغار ولا المبادئ ولا القيم، بل الوزن هو الأساس، وما نتمناه ونريده ان يتم بسرعة هو تحرك جامعة الدول العربية لدعم الموقف العربي الخليجي الأخير في اليمن وجعله عربيا خالصا بعيدا عن الأمم المتحدة لأن ما حدث في سوريا وليبيا يجب ألا يمر دون دراسة وفهم، بل هو درس قيم لنا جميعا ولأصحاب القرار العربي بما يمكن ان تفعله الأمم المتحدة التي فتحنا لها الباب في ليبيا وسوريا فخربتها وجلست على تلها كما يقال.
لقد باتت المواقف المتذبذبة ومسك العصا من المنتصف شيئا مرفوضا وغير صحيح، بل هو موقف سلبي يجب أن نحاسب عليه، والمطلوب هو الوضوح في المواقف فالأبيض أبيض والأسود أسود ولا مكان للون الرمادي في مصائر الشعوب والأمم، فحين يكون كيان الدولة مهددا ومستقبلها وشعبها على المحك لا يحق لأحد أن يتوارى ويرفض تحديد موقف واضح، فإما أن تكون مع الأمة أو تكون مع أعدائها، فعدم دعم التحرك العربي الأخير في اليمن يعني دعم الموقف الآخر والوقوف ضد إرادة الشعب اليمني الذي استنجد بأشقائه بعد أن سدت الطرق والسبل في وجهه وأصبح وحيدا امام الخراب الذي يريده له الحوثيون والرئيس المعزول علي عبدالله صالح.
هنا لابد أن نتذكر الموقف العربي المصري في بداية ستينات القرن الماضي حين أقدمت مصر بقيادة عبدالناصر حينها على تقديم الدعم العسكري للشعب اليمني الذي استنجد بها فلبت النداء، حينها انبرى الإقليميون للتنديد بذلك الموقف القومي المصري وعبدالناصر بالذات، ولكن أثبتت الأحداث أخيرا صحة الموقف المصري حينها وحينها كانت الرؤية القومية محدودة عند قليلين منهم القيادة المصرية آنذاك، وهي حاليا تتمتع بنفس الرؤية التي عمل السادات وحسني مبارك على محوها فعادت أخيرا وهي تضع مصر في خط واحد مع أشقائها العرب.
ما تقوم به دول الخليج العربي ومعها بعض الدول العربية الأخرى هو لمنع تكرار مأساة العراق وسوريا وليبيا في اليمن ولإرساء مبدأ مهم وهو عدم السكوت على التدخلات الأجنبية في الوضع العربي، والأمر الأخير مهم جدا في هذا المقام، فعلى دولنا جعل ما يحدث في اليمن حاليا ونصرة الشعب اليمني من قبل الدول العربية شأنا عربيا خالصا ومنع أي نوع من انواع التدخل الأجنبي وبالذات الولايات المتحدة الأميركية، حينها فقط يمكن ان تستتب الأمور وتستقر اليمن ويحصل الشعب اليمني على حقوقه التي أهدرها صالح والحوثيون.
أنا كمواطن عربي طبيعي غير صاحب مسؤولية عامة، مجرد مواطن عادي يراقب ويحب الخير لوطنه العربي وأمته العربية أقف مع ما تقوم به دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وأسخر ما أملك لدعم هذا الموقف بل على استعداد لتقديم ما أستطيع عندما يطلب الواجب مني ذلك... والله على ما أقول شهيد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .