العدد 2481
الجمعة 31 يوليو 2015
banner
حتمــا لــن يتــركونــا وشـأننــا أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الجمعة 31 يوليو 2015

لا نعرف إن كانت هذه المرة الأولى التي يحدث فيها إطلاق نار على رجال الأمن من رشاش آلي أم أن هناك سوابق لهذا الأمر، ولكن في كل الحالات فإنه أمر يصعب أن يمر هكذا مرور الكرام دون فهم لما يجري والارتباطات في الأمور التي جرت هذه التداعيات في الجانب الأمني.
ليس غريبا أن تكون هذه الحادثة متزامنة مع القبض على العناصر التي حاولت تهريب مواد مماثلة إلى المملكة من الدولة الشرقية لنا “فارس” وكأن من قام بالفعل المشين يريد القول إنه قادر والسلاح متوفر لديه بالصورة التي تؤهله لمباغتة رجال الأمن وإسقاط عدد من الشهداء منهم، وليس من المستغرب في نفس الوقت أن تجري هذه الحادثة الجريئة متزامنة مع التراجع الذي يحدث في اليمن وتقدم قوى المقاومة هناك على التمرد الحوثي وطرده من الأرض اليمنية قطعة قطعة وانكماش الحركة الحوثية وحليفها “صالح” كبداية لهزيمتهم الشاملة قريبا، وكأن الدولة الفارسية وقد أوجعها ما يحدث في اليمن تريد الضغط على الخاصرة الشرقية لوطننا العربي أو الانتقام بعد فشل توسعها في اليمن.
فارس وبكل وقاحة يتحلى بها المسؤولون فيها لا تنكر تدخلها في الشأن المحلي البحريني بصورة خاصة والعربي بالشكل العام، بل تردد التهديدات مرة تلو الأخرى وكأنها تريد خلق هاجس أمني لدى جيرانها بقدرتها التي لم تكن لتحدث لو كان رد الفعل تجاهها مناسبا مع فعلها وتدخلها، ولكنها ربما حتى الآن لم تشعر بالفعل المضاد وهي بالتالي بحاجة لنوع من التعامل يعيد إليها رشدها المفقود ويجعلها تعي حجمها الحقيقي وحجم جيرانها الحقيقي والتي تريد تجاهله، وفي نفس الوقت لم تجد فارس رد فعل دولي مناسب لأعمالها في المنطقة، بل ربما رأت تجاهلا تجاه تلك الأعمال وكأن المجتمع الدولي يشجعها على ما تقوم به.
فارس ليست اليوم أو الوقت الحاضر، بل هي منذ عقود وفي مختلف النظم، سواء نظام الطاووس الذي كان قبل 1979 أو النظام الذي يسود منذ ذلك العام وحتى اليوم، في كل زمان وفي كل مناسبة لا تتورع عن التدخل هذه الدولة في الشأن البحريني، بالتالي محاولاتها المتكررة الحالية للتدخل في شؤوننا ليست وليدة اللحظة، وهي في نفس الوقت ليست في حقيقتها عملية طائفية ولا علاقة لها بالمذهب الشيعي بقدر علاقتها بالجانب العنصري، فأصحاب المذهب الشيعي من العرب في إيران مضطهدون مع إخوانهم من أصحاب المذهب السني، وهو ما يعني ان التعامل معها يجب أن يقوم على هذا الأساس قبل أي شيء آخر، وهو يعني في نفس الوقت أن محاولاتها لن تتوقف قبل تحقيق غايتها في خلق الفوضى في المنطقة وعلى الجانب الشرقي من الخليج العربي.
لقد أفلتت البحرين من حالة الفوضى التي رسمت لها، ولم يتمكن الأجنبي من جرها إلى هذه الحالة التي تسود بعض البلاد العربية، وأفلتت معها مصر كذلك من هذا المصير، وفي البلدين كان التلاحم بين الجيش والشعب هو العامل الحاسم في درء المصير الذي أرادوه لهذين البلدين، ولكن من المهم معرفة أن من أراد خلق حالة الفوضى لا يريد أن يترك البلدين للعيش كما يريد شعبهما العربي، لذلك يحاول زرع الفتنة والإرهاب كلما استطاع وفي أية فرصة، وما حدث مؤخرا وما حدث قبله هنا في المملكة كما هو الحال في مصر هو جزء من هذا المخطط الذي تشارك فيه الدولة الفارسية ومن يتبعها في الداخل من الذين وافقوا على بيع وطنهم في سبيل وهم لا يعرفون حقيقته ولا نهايته... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية