العدد 2779
الثلاثاء 24 مايو 2016
banner
مع المقاومة في اليمن... الحسم مطلوب أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الثلاثاء 24 مايو 2016

ربما وكما قلنا في المقال السابق ان الأحداث في المنطقة تستدعي وجوب حسم الأزمة في اليمن اليوم قبل الغد، وكما تتناقل الأخبار فإن مجالس المقاومة اليمنية في صنعاء وتعز، وهما أكبر مدينتين يمنيتين، تطالب الحكومة الشرعية بتجاوز المحادثات القائمة في الكويت واستخدام القوة لدحر الجماعات الانقلابية التي لا هم لها اليوم إلا المماطلة وكسب الوقت لإحداث تغيير ما على الأرض تريد أن تستفيد منه في المباحثات او الحوار الجاري في الكويت.
هذا يعني أن هناك جهات متابعة من خارج اليمن تتفق او تتوافق مع ما تطرحه قوات المقاومة الشعبية على الأرض، وهي الجهة التي ربما تعرف اكثر من غيرها عناصر القوة والضعف التي تعاني منها الجماعات الانقلابية، هذه الجهات تعي تماما أن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن هو في صالح الجهات الانقلابية اكثر من كونه في صالح الشعب اليمني، وهو ما يعني بلا جدال أو شك ضرورة إنهائه وتغيير المعادلة التي تستند عليها هذه الجماعات او تراهن عليها.
الأخبار تقول ان الوفد الحكومي الممثل للشرعية اليمنية عاد إلى الكويت برئاسة عبدالملك المخلافي بعد وعود من الجهات الدولية بتحقيق ما يطالب به هذا الوفد والمتمثل في القبول الرسمي للوفد الانقلابي بالقرارات الدولية الهادفة لانسحاب القوات الانقلابية من المدن اليمنية وتسليم سلاحها للسلطة الشرعية، ونأمل ذلك، ولكن الواقع يقول غير ذلك، وهذه القوات لن تسلم سلاحها الذي لا نعلم من أين اتاها في ظل الحصار الشامل المفروض على الأراضي اليمنية.
علي عبدالله صالح يمكن أن يرضخ لو قدمت له جزرة كما حدث في العام 2011، فهو بلا مبدأ بل تسيره المصلحة الذاتية، وارتباطه ببعض القبائل قائم على هذه المصالح المبتادلة، وهو ما يعني إمكان قطع المدد عنه والقادم من تلك القبائل، او يمكن إيجاد نزاع داخلي بينه وبين بعض قادة القوات التابعة له الذين تسيرهم المصالح الشخصية وليس مصلحة اليمن وشعبه، أما الجماعة الأخرى المتحالفة معه، ونعني بها الجماعة الحوثية، فهي ترى شيئا آخر مختلفا عن صالح وجماعته، هي ترى أو تعتقد أنها قائمة على رسالة سماوية ومبدأ تعمل على تحقيقه، بالتالي سيكون من الصعب جرها إلى الطاولة أو إخضاعها للإرادة الشعبية عن طريق المصالح، وإنما يكون ذلك بقطع الهواء والماء عنها وتجريدها بالقوة من مصادر قوتها ودفعها دفعا للخضوع لإرادة الشعب اليمني وسلطته الشرعية.
من هنا نقول وربما نؤكد عدم إمكانية إحراز تقدم سياسي في المباحثات أو المفاوضات الجارية في الكويت بالأسلوب القائم حاليا المتمثل في التعامل معها كطرف ند ومساو للطرف الشرعي وتضخيم حجمها ليتساوى مع السلطة الشرعية والشعب اليمني وذلك أمر غير صحيح وغير منطقي، وهذا يعطيها من عناصر القوة ما لم تستطع الحصول عليه في ساحة المعارك بالسلاح القادم لها من فارس او المسروق عن طريق علي عبدالله صالح ومن معه.
لذلك نعود ونقول إن الحسم على الأرض سيكون أسرع وأقل في الخسائر على المدى البعيد، حتى ولو وجدنا فيه خسائر سريعة إلا أنه سيوقف النزف الذي تهدف له إيران وأتباعها في اليمن، وهذا النزف سيعطي خسائر للتحالف وعلى المدى البعيد أكثر بكثير من تلك التي ستذهب في الحسم العسكري.
ولمن يريد ان يفهم فإن المفاوضات الجارية الآن هي في حقيقتها بين التحالف العربي ممثلا في الشرعية اليمنية من جهة وبين الدولة الإيرانية التي يمثلها الحوثي وجماعته من جهة اخرى... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .