العدد 2843
الأربعاء 27 يوليو 2016
banner
ماذا تستطيع القمة أن تفعل؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الأربعاء 27 يوليو 2016


من حق المواطن العربي أن يتساءل عن القمة العربية الأخيرة هل يمكن أن تحقق شيئا للوطن والأمة أم أنها ستكون لقاء رتيبا كغيره ومن سبقه من لقاءات؟ وهو على حق في هذا التساؤل خصوصا حين يرى قمم الدول والمنظمات الأخرى وكيف يتم الترتيب لها وعقدها ثم ما يخرج منها.
قد يتذكر البعض القمم الأولى التي عقدت وقراراتها، والتي منها قرار الصمود العربي بعد نكسة 67 والتي حدد خلالها هدف الأمة في التحرير وما يستلزمه العمل لهذا الهدف وواجب كل دولة فيه، وحدد الرسالة التي على الآخر سماعها وهي لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف، وجميعنا قرأ عن قمة سبقتها تم من خلالها إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وغيرها من القمم التي حضرها الجميع حينها وطرحوا أمورا قومية حقيقية وتوصلوا لقرارات تهم الأمة بكاملها، أما اليوم فنقرأ في القمة الأخيرة وقمم كثيرة سبقتها ان جدول الأعمال لم يخرج عن الرتابة السابقة التي لا تعني المواطن العربي بحال من الأحوال، لذلك يفهم الإنسان العربي من عنوان القمة انها لن تخرج بما يفيد، وإنما هي لقاء بروتوكولي فقط يتم من خلاله تبادل اللقاءات الفردية والابتسامات المتبادلة واستهلالك الوقت فقط للإبقاء على هذا الاجتماع كي لا يتوقف.
ثم يقارن المواطن العربي بين القمة والقمم الأخرى في مواقع أخرى ليجد ان الأمة العربية تمر بظروف حاسمة تفوق بكثير جدا ما تمر به الأمم الأخرى، وهو ما يستدعي تواجد الجميع بلا استثناء، فالحالة المصيرية التي تمر بها أمتنا العربية لا تسمح بهدر الوقت والجهد في لقاء بلا معنى ولا تحتمل تأخير القرارات المصيرية المهمة لهذه الأمة، إلا أن هذا المواطن العربي يتحسر على ما يراه.
اختلافات الرؤى بين الأنظمة العربية تعيق أي قرار حقيقي يمكن ان يخرج من هذه القمة، وحتى لو خرج المجتمعون بقرار معين يحمل نوعا من الأهمية إلا ان هذا القرار سيجد طريقه إلى الثلاجة وينتهي به المطاف إلى النسيان كعادة الكثير من القرارات التي تم اتخاذها في القمم الأخيرة منذ سنوات طويلة. هذه الاختلافات في الرؤى التي تعيق القمم العربية من الانتاج ليست ذات اهمية في نظر المواطن العربي، فهو يراها ليست خلافات أو اختلافات على حالة الأمة أو مستقبلها، بل هي اختلافات بين أفراد في الكثير منها وعلى مصالح لا علاقة للمواطن العربي أو الأمة العربية بها من قريب أو بعيد، ولكنها مع ذلك تعيق تقدم الأمة وتعيق قممها عن الانتاج العربي الحقيقي.
ليس من الطبيعي أن نلوم قيادة الجامعة العربية التي تنظم مثل هذه اللقاءات حتى مع وجود الأمين العام الجديد الذي نختلف كثيرا في تعيينه على رأس الجامعة، فقيادة الجامعة لا تعطي الكثير.
ما يريده المواطن العربي من هذه القمة وغيرها من اللقاءات هو خروج قرارات تناسب حال الأمة، ومع هذه القرارات وضوح في كيفية تنفيذها، سواء من جانب الوقت وتحديده بصورة واضحة، أو من خلال دور كل عضو في القمة في التنفيذ والتزامه بهذا الواجب، أما دون ذلك فلن يكون لأي قرار قيمة أكثر من الحبر الذي يكتب به... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية