الأمن المجتمعي جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني العام، والحاجة إليه من الحاجات الأساسية للإنسان، ولا تقل حاجته عن حاجة الإنسان إلى الماء والطعام واللباس والمأوى، فالأمن يُحقق الاستقرار والبناء والعمران في الأرض، وغيابه يؤدي إلى القلق والخوف والاضطراب النفسي، وصولاً إلى انهيار المجتمعات وتفتت نسيجها الاجتماعي. فالصحة في الأبدان والأمن في الأوطان من النِعم التي يجب أن يُحافظ عليهما الإنسان في كل زمان ومكان، ولا يَشعر بقيمتهما إلا إذا فقدهما.
ومن أجل المحافظة على حياة الإنسان البحريني والمقيمين على أرض مملكة البحرين وعلى ممتلكات الجميع وحماية أسرهم، ومن أجل القضاء على ظاهرة معدلات الجرائم بأنواعها، ومن أجل تحقيق أكبر قدر من الأمن الاجتماعي للمواطنين والمقيمين جاء تأسيس “شرطة خدمة المجتمع” البحرينية بإرادة سامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد في عام 2005م، ومملكة البحرين تعد من أوائل الأقطار العربية السباقة لتشكيل شرطة خدمة المجتمع. وجاء تشكيلها استجابة إلى الوقاية من الجريمة وحماية البلاد والعباد من آثارها وتداعياتها، ووجودها أضاف صفحة جديدة للعمل الشرطي التقليدي الذي يسبق الحدث الأمني ويقوم على المعلومات الدقيقة النابعة من مصادرها الحقيقية في المجتمع، كما أن تشكيلها ينبع من فلسفة تنظيمية واستراتيجية قوامها انفتاح الشرطة التقليدية على مختلف عناصر المجتمع، وتحقيق مشاركة حقيقية بين الشرطة والمجتمع في تحمل المسؤوليات الأمنية من أجل المحافظة على البلاد وما حققته من مكاسب وإنجازات.
استطاعت شرطة خدمة المجتمع وبفضل مساندة القيادة السياسية ووزارة الداخلية أن تحقق الأمن الاجتماعي والوطني في مملكة البحرين، وتعمل بجدارة على الحد من معدلات الجريمة والتصدي لها، وبسط سيادة القانون وتحقيق الأمن والشعور بالعدالة التي عززت الانتماء إلى البلاد بصفتها الحامي والأمين على حياة الناس وممتلكاتهم وآمالهم بالعيش الكريم. ويتطلب تحقيق ذلك أيضًا أن يقوم المواطن بأداء مسؤوليته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه وبلاده، من خلال التعاون مع هذه المؤسسة الوطنية، مما يُساهم في تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة في ربوع البلاد.
إن المتابعة المستمرة لأنشطة وفعاليات شرطة خدمة المجتمع من قبل الفريق الركن  الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ساهمت كثيرًا في تحقيق أهداف تأسيس هذه الشرطة المجتمعية، ويحرص العقيد عبدالله العنزي مدير إدارة شرطة خدمة المجتمع على تطوير مهارات وقدرات أفراد شرطة خدمة المجتمع، من أجل رفع كفاءة أدائهم وخلق الثقافة الأمنية للعاملين والعمل على كسب ثقة المواطنين والمقيمين، وتطوير جودة الخدمات في مختلف المجالات الأمنية، والاستمرار بالعمل على تحسينها وتطويرها نحو الأفضل.
وحققت إدارة شرطة خدمة المجتمع عددًا من المنجزات، نذكر منها، الانتهاء من البرنامج التدريبي بتدريب (500) من الشرطة حول (مهام وإجراءات شرطة خدمة المجتمع) الذي بدأ في سبتمبر 2014م والهادف لرفع قدرات الشرطة العِلمية والعَملية، وتدريب (300) موظف على دورات (فن التعامل واستراتيجية العمل الناجح) لعدد من إدارات الوزارات، وإعداد برنامج تدريبي لأفراد شرطة خدمة المجتمع في (الإسعافات الأولية) الذي انتهى في نهاية شهر مارس 2016م، التعاون مع مركز بتلكو للعنف الأسري بإلحاق أفراد من شرطة المجتمع في ورش تدريبية تساهم في رفع مهاراتهم وقدراتهم للتواصل مع الجمهور، التعاون مع دار الكرامة للرعاية الاجتماعية وذلك بإعداد استراتيجية متكاملة لتطوير العمل المشترك وتوعية كل أفراد المجتمع لمكافحة التسول والتشرد، تم تدريب (200) من شرطة خدمة المجتمع حول كيفية التعامل مع المخالفين وأولياء أمور الطلبة وتسهيل الحركة المرورية أمام المدارس بالتعاون مع قسم الثقافة المرورية بإدارة المرور والترخيص. وحرصًا من إدارة شرطة خدمة المجتمع على التواصل الإلكتروني مع الجمهور فإنها تلقت من عام 2014م حتى 2015م (1400) رسالة إلكترونية عبر بريدها الإلكتروني ([email protected]) ما بين شكاوى وبلاغات واستفسارات وتم التعامل معها واتخاذ ما يلزم بشأن إحالتها إلى الجهات المعنية والمختصة. وتم تفعيل موقع الإدارة الإلكتروني ليبرز دور الشرطة في مملكة البحرين ولإطلاع المواطنين والمقيمين على آخر المستجدات وإنجازات شرطة المجتمع. وتقوم الإدارة كذلك بعمل الدراسات والبحوث وإحصائيات بما تقوم به من أعمال، ولها عدد من المشاركات مع مؤسسات المجتمع المدني ومن بينها مشاركتها في استراتيجية مناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة. وهي تمد يدها لجميع المؤسسات الرسمية والأهلية وكل أفراد المجتمع من أجل تحقيق أهدافها الوطنية والحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطن.
ومن هذا المنبر الإعلامي الوطني نتشرف أن نقدم خالص الشكر والتقدير لجميع منتسبي شرطة خدمة المجتمع، على جهودهم في حماية البحرين وشعبها والمقيمين على أرضها وفي الحفاظ على منجزاتها، وعلى حرصهم الوطني الشديد على توفير البيئة الآمنة للعمل والبناء، وبعث الطمأنينة في النفوس. إن تعاون أفراد المجتمع ومؤسساته مع شرطة خدمة المجتمع يعمل على توحيد الطاقات الوطنية، ويُعزز من روحنا الوطنية، ويحافظ على  النسيج الاجتماعي والثقافي والوطني البحريني.