العدد 2733
الجمعة 08 أبريل 2016
banner
في ذكرى احتلال العراق
الجمعة 08 أبريل 2016

مَن منا ينسى اليوم التاريخي لهزيمة القوات الأميركية الغازية للعراق في 2003م في معركة مطار صدام الدولي؟ وكيف ننسى الثأر المغولي الأميركي بقيامه بقصف بغداد بقنابل النيوترون بعد تقسيمها إلى مربعات وفي معركة مطار صدام الدولي؟ هذه القنابل المبيدة للحجر والبشر التي مهدت لقوات مغول العصر الأميركي أن تلوث أرض المدينة الفاضلة والطاهرة بغداد بأقدامهم الآثمة، دخلوها بخطة (الخيار الصفر) أي تطبيق خطة سياسة الإفناء بقنابل النيوترون لبغداد كلها حجرًا وبشرًا. ظنوا من خلال دخولهم أنهم سيبقون إلى الأبد، وأن الع4راق لن يستطيع أن يتخلص من دنسهم. لأجل ذلك قيدوا العراق بحكومات احتلالية ضعيفة وغير قادرة على التحرك إلا في حدود المنطقة الخضراء. وذلك بالتعاون مع النظام الإيراني حيث سبقت الاحتلال اجتماعات عديدة في واشنطن وطهران من أجل احتلال العراق وتدميره.
ها هي السنوات تتعاقب، وقوات الاحتلال الأميركي فقدت الكثير من عناصرها بمختلف الرتب والوظائف، ومنعت الكوابيس قوات النظام الإيراني من النوم لكثر المواجهة بين عناصرها وعناصر حكومات الاحتلال المتعاقبة وبين بواسل المقاومة العراقية الباسلة، حيث تأتيهم ضرباتها القوية من حيث لا تعلم من أين ولا في أي وقت؛ وهذا هو سر الانتصار العراقي العربي الحاسم على قوات الغزو الأميركية والفارسية. واعتقدت واشنطن وحلفاؤها في العراق أن تشكيل الحكومات الاحتلالية المتعاقبة والانتخابات الهزيلة المتتالية وصولات وجولات أحزابها ومؤسساتها الاحتلالية أمور هزمت المقاومة العراقية وأصابتها في مقتل، إلا أنه في كل معركة جديدة للمقاومة الباسلة تؤكد أن معركة الحسم مع الغزاة بدأت وستنتهي بخروجهم، وأن استراتيجية المواجهة ذات نفس طويل. هذه المقاومة ومع ضعف الإمكانيات إلا أنها في كل انتصار تعيد الثقة للعراقيين بأن معركة الحسم ضد الاحتلال الأميركي والفارسي قادمة.
لم يكن قرار واشنطن بسحب جزء من قواتها العسكرية لأن الإدارة الأميركية حققت مرادها في العراق، ولا لأن الحرب في العراق قد انتهت كما يدعون، بل من أجل أن تحافظ على حياة ما تبقى من جنودها الذين قتل منهم الكثير وجرح واضطرب عقل الأكثر منهم، بفضل جسارة وقوة فعل المقاومة العراقية فيهم، هذا الفعل الذي أنهكهم ويُلاحقهم هُم وأعوانهم أينما كانوا وحلوا. هذا الانتصار حققه (المنهج السياسي الاستراتيجي للمقاومة العراقية ــ سبتمبر 2003م) وبقوة تنظيم المقاومة وعزمها على استعادة التراب العراقي وتحريره من براثن المحتلين. وأثبتت هذه المقاومة أنها على قدر عال من الوعي السياسي والأداء العسكري، ومازال فعلها المقاوم مُستمرًا على الرغم من التعتيم الإعلامي بحقها وبحق انتصاراتها. لقد خدعت الإدارة الأميركية العرب والعراق عندما سحبت جزءًا يسيرًا من قواتها، وبمقابل هذا الانسحاب سلمت النظام الإيراني ملف العراق لتفتيت نسيجه الاجتماعي والوطني، ولتفريس هويته العربية. واليوم المقاومة العراقية تجمع بين الفعل العسكري والعمل السياسي من أجل تحقيق أهداف منهجها السياسي بتحرير العراق من الثالوث الأميركي الإيراني والميليشياوي الطائفي.
ويتمثل العمل السياسي للمقاومة العراقية بمهمتين داخلية وخارجية، تهدف المهمة الداخلية تقويض دعائم العملية السياسية لحكومة الاحتلال وميليشياتها من خلال الوسائل السياسية والعمل الأمني العسكري من خلال ملاحقة رموز وأعوان الاحتلال الأميركي والإيراني والاقتصاص منهم. والمهمة الخارجية تستهدف بناء علاقات خارجية عربية وإقليمية ودولية مستفيدة من نقاط الاتفاق في المواقف السياسية والأمنية، وبناء علاقات مع الهيئات والجمعيات الأهلية والدولية والإنسانية، وكشف ما قامت وتقوم به قوات الاحتلال، وجرائم وفساد حكومة الاحتلال، وذلك من خلال مكتب العلاقات الخارجية للمقاومة.
إن احتلال العراق منذُ ما يقارب الـ 13 عامًا أثخن جرحه ومازال نزيفه مُستمرا،  ولكنه سيعود معافى لشعبه وأمته العربية.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .