بعد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية وبعد فوز الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية برئاسة جنرال الحرب آيزنهاور وجدت أميركا نفسها في وضع اقتصادي ضعيف جداً والسبب الرئيس لهذا الوضعه اهتمام الحكومة آنذاك بالصناعات الثقيلة والعسكرية فقط، لذا قررت الحكومة إنشاء مؤسسة شبه حكومية معنية بإيجاد حلول لدعم هذه المؤسسات الصغيرة التي تُشكل عَصب الاقتصاد في جميع دول العالم.
في ٣٠ يوليو عام ١٩٥٣ تم تأسيس مؤسسة باسم تجمع المؤسسات الصغيرة Small Business Administration SBA حيث كان هذا الجهاز معنيا بإيجاد السبل والوسائل لكيفية دعم وتقوية المؤسسات الصغيرة والتركيز على الصناعات الصغيرة لمعرفتهم أهمية وجود هذه المؤسسات الصغيرة لأميركا ومن غيرها سينهار اقتصادهم.
تركز عمل هذا الجهاز الإداري في إيجاد الحلول المناسبة لتنمية قطاع الأعمال الصغيرة التي تشكل النسبة العظمى في القطاع الخاص، وبدأ المركز بتوفير بعض البرامج التنموية والتوعوية لتثقيف الحكومة وكبرى الشركات المصنعة في الولايات المتحدة الأميركية بأهمية وجود صغار الشركات والعمل على توحيد الجهود بين جميع الأطراف الداعمة لهذا القطاع الاستراتيجي لاقتصاد أميركا.
لقد تمكن هذا الجهاز الإداري SBA لخدمة صغار التجار من خلال إيجاد تشريعات تحمي مصالحهم وتضمن استمرارية عملهم وذلك بعد تمكن هذا الجهاز النشط من حصوله في خمسينيات القرن الماضي على تشريعات من الكونغرس الأميركي بإلزامية شراء نسبة ٥ ٪ من إجمالي المشتريات السنوية للدولة وكبرى شركات الصناعة بما فيها الصناعات العسكرية.
ليس هذا وحسب تمكن هذا الجهاز أيضاً من إيجاد تمويلات بنكية للصناعات الصغيرة بضمانة مبيعاته المخصصة للدولة والشركات الكبيرة.
في منتصف العقد الماضي وبدعوة من مجلس التنمية الاقتصادي، زارت مجموعة من الـ SBA البحرين برفقة بعض كبرى المصارف الأميركية للتعارف مع القطاع الخاص البحريني ولتقديم الشرح والتثقيف للمؤسسات الرسمية لمملكتنا العزيزة بأهمية دعم المؤسسات الصغيرة لاقتصاد البحرين وعرض إنجازاتهم بهذا الخصوص في أميركا.
أقام الوفد الزائر مؤتمرا وورشة عمل لمدة ٣ أيام بهدف التعريف أهمية وجود المؤسسات الصغيرة لاقتصاد البلد وبدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية من قبل الوزير آنذاك ومن ثم كلمة لمنظمي المؤتمر وثم أخذ الجميع فترة نصف ساعة استراحة وبدأت الجلسة بكلمة من مدير الـ SBA شاكراً الوزير والجهة المستضيفة وشاكرا الحضور الكبير الذي ملأ قاعة أوال في فندق الشيراتون. وبعد بدء التعريف رفعت يدي للاستفسار مبدياً اندهاشي وقلت له لِمن أنت موجه هذا التعريف؟ وكان رده أن هذا التعريف موجه لكم أنتم في القاعة وسألته مرة ثانية وقلت له من نحن؟ ضحك وقال طبعاً أنتم المسؤولون في الدولة ثم أنا ضحكت وقلت له جميع الموجودين هم من القطاع الخاص وأما المسؤولين فقد غادروا جميعهم بعد فترة الاستراحة. كان امتعاضه واضحاً حيث قال هذا تصرف غير معقول لأن سبب زيارتنا للبحرين هو لقاء الجهاز الحكومي لشرح أهمية وكيفية دعم المؤسسات الصغيرة لاقتصاد أية دولة.
اليوم لدينا جهات كثيرة تدعم المؤسسات الصغيرة حسب ادعائها منها جهات أهلية كالجمعيات ومنها جهات رسمية ولكن نتائجها غير واضحة والسبب تشتت الجهود وتداخل الصلاحيات مما أضعف مخرجات الأعمال لذا نقترح توحيد الجهود ودمجها تحت مظلة واحدة مثل مظلة (تمكين) صندوق العمل.