العدد 2738
الأربعاء 13 أبريل 2016
banner
نقطة نظام (2)
الأربعاء 13 أبريل 2016

النقطة الأخرى التي تحدث عنها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية في اللقاء الذي تم في برنامج (نقطة نظام) الذي بثته قناة العربية التلفزيونية مؤخرا هي (رعد الشمال). فرعد الشمال من أكبر التمارين العسكرية في العالم من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات وهي ليست فقط مناورة عسكرية بين مجموعة من الأقطار العربية التي اتفقت بأن تقف معًا ضد موجة الإرهاب الذي اشتعل في الأراضي العربية، بل هي كما قال الوزير (رسالة لكل من يظن - بما في ذلك إيران - أنه يمكن أن يضر بالمنطقة). وهذه الرسالة تعني أيضًا أن هذه الأقطار جادة في عملها على مواجهة ومحاربة الإرهاب، من أجل الدفاع عن أقطارنا العربية وشعبنا العربي، وحماية مصالحنا القومية في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة العربية من عدم استقرار سياسي وأمني، حيث استهدفت تدريبات القوات المشاركة من برية وبحرية وجوية كيفية التعامل مع القوات غير النظامية والجماعات الإرهابية. وأرادت قيادة التحالف العربي أن تثبت للقوى الإقليمية في رسالة رعد الشمال أن قواتها جاهزة للرد على تدخلاتها، وأنها تمتلك قوة الردع لذلك.
إن مشاركة مملكة البحرين في هذا التدريب العسكري القومي لها طابع خاص من الأهمية البالغة، لأن ذلك يواكب ما تعيشه البحرين وأقطار الخليج العربي والأمة العربية من أحداث سياسية وما تعانيه هذه الأقطار من تطرف وإرهاب. ومملكة البحرين ستقف مع شقيقاتها من الأقطار العربية ومع أصدقائها صفًا واحدًا لمواجهة كل تحديات هذا التطرف والإرهاب ومن أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في البحرين وفي المنطقة الخليجية والعربية، ومن أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدولي، كون البحرين جزءا لا يتجزأ من هذا العالم، خصوصا أن البحرين وأقطار الخليج العربي تعاني سياسيًا وأمنيًا من التدخلات الإيرانية المستمرة وتهجم قياداتها ومسؤوليها من دينيين وسياسيين وعسكريين على قادة الأقطار.
والنقطة الثالثة المهمة التي جاءت في اللقاء المذكور تتعلق بموضوع لبنان، حيث اتخذت مجموعة من الأقطار العربية موقفًا موحدًا إزاء ما تعرضت له المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين من مواقف سلوكية سلبية من تحالف (8 آذار) اللبناني، وتهجم مكوناته، ونتيجة لهذا الموقف السلوكي السيئ اتخذت هذه الأقطار هذا الموقف المتعلق بوقف المساعدات للبنان، وتباعًا لهذا الموقف كشفت قوى الأمن السعودية والبحرينية والكويتية والإماراتية خلايا لحزب الله في أقطارها مما أدى إلى قيام هذه الأقطار بإدانة هذه العناصر وإبعاد المتعاونين مع هذا الحزب حفاظًا على الأمن والاستقرار. ويؤكد الوزير أن هذه العلاقات الخليجية قد تعود مع لبنان لاحقًا إذا انتهت الأسباب. وموقف هذا التحالف هو نتاج ارتباطه السياسي بالنظام الإيراني، وهو موقف حقق الضرر بلبنان أولاً وبشعبه ثانيًا وبعلاقات لبنان مع أقطار الخليج العربي ثالثًا وبالأمن القومي العربي رابعًا، خصوصا أن ما يجمع هذه الأقطار مع لبنان وشعبها علاقات أخوية وإنسانية واجتماعية ودينية.
إن ما يحدث في لبنان واليمن والعراق وسوريا وغيرها من الأقطار العربية لا يخرج عن تداعيات التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، حيث أسس النظام الإيراني الأحزاب السياسية لتكون أذرعا في المنطقة العربية، وساهمت في خلق الاضطرابات والقلاقل فيها، وهربت الأسلحة، ودربت الكثير من عناصرها. إن النظام الإيراني لا تهمه المصلحة اللبنانية ولا اليمنية ولا العراقية ولا السورية ولا الشعب العربي، بل مصلحته الفارسية تحقيقًا لأطماعه وتوسعاته الجغرافية. فعندما ينادي بالتسوية السياسية السورية فهل استقبل أي لاجئ سوري؟ أو قدم المساعدات لهم؟ وهل قام يومًا بدفع رواتب الموظفين الحكوميين اللبنانيين المعطلة مصالحهم ومصالح بلادهم في غياب انتخاب الرئيس اللبناني؟ إن أقطار الخليج العربي ليست ملزمة بلبنان إذا ارتضى اللبنانيون أن يتلاعب تحالف (8 آذار) بمقدرات لبنان ومصيره ومصيرهم.
وأخيرًا.. هل هناك نية صادقة لدى الدولة الإيرانية للبدء بصفحة سياسية جديدة مع البحرين وأقطار الخليج العربي؟ وهل بإمكانها أن تراجع دورها السلبي في المنطقة؟  وهل يمكن للنظام الإيراني أن يتخلى عن سياساته الغوغائية الطائشة في دعم القلاقل والاضطرابات في أقطار الخليج العربي؟ إن مملكة البحرين وكل أقطار الخليج العربي المتضررة من سياسات وتدخلات النظام الإيراني على استعداد تام لأن تقول  عفا الله عما سلف) في حال تخلص النظام الإيراني من أحلامه الشاهنشاهية المريضة وأطماعه التوسعية الخبيثة، وإذا ركن إلى الأمن والاستقرار ركنا معه، وإذا عاد إلى الحق كنا معه، وإذا استفزنا واستفز هويتنا العربية واجهناه بسياسة أخرى، وإذا كان جاهلاً بمبادئ حُسن علاقات الجوار فنحن على استعداد أن نعلمه تلك المبادئ، وأن نعيده إلى طريق الصواب الذي ضله. 
لقد أبدع الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في الرد والقول، وأبلغ في التوضيح، ولعل الدولة الإيرانية أن تفهم ما قاله، وأن تعي مصالحها برجوعها إلى جادة الصواب في تنظيم علاقاتها مع جيرانها العرب. فشكرًا لسعادة الوزير... كفيت ووفيت.   

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .