العدد 2738
الأربعاء 13 أبريل 2016
banner
التنازلات المخيفة (2)
الأربعاء 13 أبريل 2016

أوباما كان يأمل من الاتفاق النووي مع إيران أيضًا أن يختم سيرته البيضاوية بإنجاز يسطره التاريخ ويتحدث عنه العالم ويكون مصدر فخر له، وفي سبيل هذا الإنجاز المعنوي قدم تنازلات هي على أقل تقدير لا تكافئ هذا المكسب الذاتي، إضافة إلى أن الاتفاق النووي انتقل من خانة الإنجازات إلى خانة الانتكاسات والإخفاقات والتي امتلأت بها صحيفة الرئيس الأميركي.
وهذا هو ما عكسته صحيفة واشنطن تايمز عندما أشارت مؤخرًا إلى أن نواب الكونجرس بدأوا تحقيقا في مزاعم إدارة أوباما بشأن الاتفاق النووي، قائلين إن البيت الأبيض كذب على الكونجرس بشأن حجم التنازلات التي قدمها لإيران وبإعادة كتابة الاتفاق النووي ليسمح لطهران بالاستمرار في تجاربها على الصواريخ البالستية.
وفي السياق ذاته، نشر النائب الجمهوري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس إد رويس مؤخرا مقالا بصحيفة واشنطن بوست، محذرًا من أن حصول إيران على الدولارات الأميركية يمثل تهديدا لأميركا واقتصادها، داعيًا نواب الكونجرس لرفض تخفيف العقوبات على إيران في ظل عدم تخليها عن برنامجها السري للصواريخ واستمرارها في تمويل الإرهاب.
واستعرض رويس جانبًا من التنازلات الخطيرة وغير المبررة من جانب إدارة أوباما ومن بينها أنها خففت تشريعا جديدا يشدد برنامج الدخول لأميركا دون تأشيرة من أجل إرضاء الإيرانيين، كما أنها فرضت أقل ما يمكن من عقوبات على برنامج الصواريخ الإيرانية، بالإضافة إلى أنها لم تغلق الباب علنا أمام الخطوات الكفيلة بمنع إيران من الحصول على الأموال الأميركية عبر شركات “أوفشور”، أي أنه سيُسمح لها بغسيل هذه الأموال.
ولعل ما نشرته مؤخرًا مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية يؤكد أن إيران حالة شبه ميؤوس منها وغير قابلة للتعديل أو الإصلاح عبر التفاوض، حيث أشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن الإمكانيات العسكرية الإيرانية لا تتناسب مع طموحاتها وسياساتها الرامية إلى بسط نفوذها في المنطقة، إلا أنها تحاول تعويض هذا النقص الواضح في جيشها وأسلحته المختلفة من خلال الاستفادة من الجماعات العرقية والمنظمات الفرعية الموجودة والنشطة داخل بعض دول الجوار، وتمنحها المساعدات، وترسل قوات إيرانية بشكل سري للمحاربة إلى جانب وكلائها في تلك الدول.
وأوضحت أن إيران ألزمت حزب الله اللبناني وفيلق القدس وعناصر أخرى بمعارك واسعة في المدن السورية، لكنها غير قادرة حتى الآن على إنهاء الصراع هناك، كما أنها ترتكب خطأ استراتيجيا في اليمن من خلال محاولتها إرسال قوات بحرية لاستعراض قوتها وهيمنتها على البلاد، لكنها تراجعت بعد وصول قوات بحرية من دول أخرى إلى المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن الخطط الإيرانية فاشلة، بدليل طول أمد تورطها في العراق وسوريا واليمن، وعجزها عن تقديم حلول نهائية وحاسمة في هذه الدول، ورغم أنها أسندت إلى المليشيات الموالية لها عمليات قتالية برية في العراق، وأرسلت قواتها الجوية للمساندة دون تحقيق نتائج إيجابية ملموسة.
يضاف إلى ذلك، ما ذكره مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي في كلمة له بطهران بأن عدم امتلاك إيران قوة دفاعية يجعلها تتراجع أمام أية تهديدات، حتى لو كانت قادمة من دولة ضعيفة، مشددا على أن عالم اليوم هو عالم الصواريخ والحوار معا، رافضًا تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين التي تحدثت عن أن المستقبل هو للمحادثات وليس للصواريخ، معتبرًا أن هؤلاء خائنون، وذلك في رد على تغريدة للرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني كتب فيها “ان المستقبل في الحوار لا الصواريخ”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية