العدد 2740
الجمعة 15 أبريل 2016
banner
باراك أوباما
الجمعة 15 أبريل 2016

هل هو من يستطيع أن يدخل التاريخ من خلال المقارنة بينه وبين غيره من الرؤساء الذين سبقوه في اهمية الإنجازات التي انجزها تجاه وطنه. ولعل الرئيس الأميركي الرابع والأربعين "باراك حسين اوباما" يثير هذا النوع من الجدل، فهل قدم أوباما للشعب الاميركي ما كان يطمح اليه، وهل نستطيع ان نضعه في صف الرؤساء الاميركان العظام مثل جورج واشنطن او لنكولن محرر العبيد. قد يقول البعض ان انتخابه لدورة رئاسية ثانية يثبت ذلك ولكن الكثير من الرؤساء الاميركان انتخبوا لدورة ثانية ووضعوا البلد على حافة الافلاس الاقتصادي والانهيار المالي. ولعل ابرزهم الرئيس السابق جورج بوش الابن. ولعل عظمة جورج بوش تنبع من افلاسه الخزينة الاميركية بعد ان استلمها بفائض كبير جدا. الشعب الاميركي ينظر للرئيس من زاوية ما يقدمه للمواطن من عمل وخفض في نسب البطالة والتضخم وتوفير الحماية والامن على الصعيد الداخلي والعالمي . فهل حقق اوباما شيئا من هذا. لقد عمل الرئيس اوباما جاهدا لتغيير السياسة الاميركية وخلق نمط سياسي جديد وصفه خصومه بأنه سياسة اشتراكية ستقوض الحلم الاميركي الحر. ولعل معركة التأمين الصحي لكل مواطن مازالت ماثلة في الذهن مثلها مثل منع بعض الشركات الرأسمالية الكبرى مثل "GIA" من الانهيار للحفاظ على الوظائف ومنع ارتفاع معدلات البطالة، اثر الازمة المالية العالمية التي ادت لانهيار الاقتصاد العالمي. لقد بدأ اوباما رئاسته بجائزة نوبل للسلام، فاز بالجائزة لنشاطاته وجهوده في تعزيز العملية الدبلوماسية دوليا والتعاون بين الشعوب. وطبعت هذه الجائزة كل سياسة اوباما بحيث قلب السياسة الاميركية الى سياسة تميل للحوار والتفاوض عوضا عن الحرب. فبدأ رئاسته بسحب الجنود الاميركان من العراق وأفغانستان والتفاوض بعد حرب باردة استمرت أكثر من 3 عقود. ووضع القضية

الفلسطينية على الرف حيث تمثل قضية خاسرة في حساباته. وسعى جاهدا للعب دور شبه حيادي ودبلوماسي بعيدا عن التدخل المباشر ظاهريا على الاقل وخصوصا فيما يتعلق بوضع الشرق الاوسط والدول العربية بشكل خاص، هذه الدول التي شعرت بتخلي اميركا عنها بعد الاتفاق النووي الايراني مما تم ترجمته بترك اميركا المنطقة تحت خط النار. أما فيما يتعلق بالوضع الليبي فقد ترك زمام الامور تحت تصرف الدول الاوروبية وقراراتها رافضا الدخول في اي حرب. ولعل رفض اوباما توريط اميركا في حروب تضرها اقتصاديا وبشريا اعتبر ضعفا وضربا لهيبة اميركا وهيمنتها خصوصا في سوريا والعراق. كما ان تصريحات اوباما المسيئة للدول العربية، فاقمت القلق الموجود اصلا من موقف اميركا تجاه امن المنطقة بعد الاتفاق النووي الايراني. ولعل كل هذه المواقف التي جعلت اعداءه من الحزب الجمهوري يشنون حملاتهم ضده ويتهمونه بالرئيس الضعيف المتخبط في سياساته، ولكنهم لا يستطيعون أن ينكروا ان في عهده توقفت التوابيت اليومية التي تحمل الجثامين الاميركية من العراق وأفغانستان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .