العدد 2740
الجمعة 15 أبريل 2016
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
"ملك الحزم واتفاقية ترسيم الحدود"
الجمعة 15 أبريل 2016

اتفقت القاهرة والرياض خلال الزيارة التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى مصر على توقيع اتفاقية لترسيم الحدود بين الجانبين، وذلك ببناء جسر يربط البلدين عبر البحر الأحمر، والذي سيربط من خلاله بين قارتي آسيا وأفريقيا. لقد أزال الملك سلمان الخلاف المتعلق بصفة أساسية بالسيادة على جزيرتي "صنافير وتيران" من خلال ربط البلدين بهذا الجسر، مخرساً بفعله الأصوات النشاز التي مازالت رهينة مؤامرات المستعمر وإرثه! مشروع الجسر العملاق سيربط مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، ويبلغ طوله 50 كم، ومن المخطط أن يتم تنفيذه خلال 7 سنوات بتكلفة تصل إلى 4 مليارات دولار. مشروع سيلبي آمال وتطلعات شعوب المنطقة، مبشراً بمستقبل أفضل بما سيحقق من نتائج إيجابية للطرفين والمنطقة برمتها، فهو إنجاز تاريخي سيشكل منفذا دوليا للمشاريع الواعدة بين البلدين، مشاريع موعودة بناءة منتظرة ستحول الحلم لواقع أكثر رخاء ورفاهية. إنه "جسر الملك سلمان" جسر حاضر ومستقبل الشعوب العربية، فهو إحياء لفكرة لطالما راودت كل من يتمنى الخير والنجاح والسلام للمنطقة. زيارة الملك سلمان لمصر كانت الأهم في طبيعتها، تصحح وترسخ العلاقات بين البلدين، رغم انتقادات المعارضة التي حاولت زرع الشكوك في العلاقات السعودية المصرية إقليمياً، وتأكيد وجود خلافات تهدد نجاح الزيارة ! إنها مواقف شجاعة وقرارات واعدة، ليست بأمر مستغرب في عهد سلمان الحزم الذي أعاد لشعوب المنطقة الأمل وبث الرعب والخوف في نفوس الطامعين المتربصين .

مصر عظيمة بأهلها وخيراتها وتستحق أن تقف شامخة لاسيما في الظروف السياسية والاقتصادية المتقلبة، أصبحنا في ظل هذه المتغيرات بحاجة للتكاتف والتعاضد للنهوض والمواجهة، وبالعمل المشترك بإذن الله سنحقق الأهداف المرجوة على الصعيد السياسي والاقتصادي، وسنمحو المفارقات ونزيل العقبات لنحول هذا الترابط لحواجز أمنية تشكل حصانة متينة تؤمن استقرارنا وأماننا وترفع معنوياتنا بعد الظروف المحبطة المفرقة لشعوبنا . "الكلاب تنبح والقافلة تسير" نقولها لكل معترض أصبح شغله الشاغل إفشال أي ترابط يوحد المنطقة، والتنقيص من أي قرار يؤكد حجم حكوماتنا وإمكانياتها ويبرهن نجاحاتها وإنجازاتها، وكما قال الملك سلمان حفظه الله في كلمته أمام البرلمان المصري: "إن معالجة قضايا أمتنا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تتطلب منا وحدة الصف"، بالفعل فالتعاون حتماً سيعجل بالقضاء على الإرهاب، وسنحقق توازنا حقيقيا يلم الشمل بعد الاضطرابات التي أخلت بواقعنا المتلاحم، مبعثرة جهودنا الموحدة القاهرة للعدو، بالتعاون سنكافح التطرف وسنحارب الإرهاب محققين بإذن الله حلمنا العربي بإنشاء قوة عربية مشتركة يهابها العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .