العدد 2748
السبت 23 أبريل 2016
banner
“المتقاعد عومة مأكولة ومذمومة”
السبت 23 أبريل 2016


 
كلامنا اليوم له وقع خاص في نفوسنا كوننا نتألم بآلام أولئك الذين قضوا سنوات طويلة من العمر، قدموا خلالها أعلى درجات العطاء والإخلاص والولاء للأرض البحرينية التي تظللوا بظلها طوال خدمتهم في وظائفهم المختلفة ومازالوا يعيشون فوقها ولكنهم الى يومنا هذا لم ينالوا نصف حقوقهم المشروعة.
إننا نتحدث عن البحرينيين ممن أحيلوا إلى التقاعد سواء برغبة أو دونها وهم مكبلون بسلاسل وقيود القروض والديون المتراكمة والمصروفات المستمرة التي لا تنتهي عند إحالة أحدهم إلى التقاعد بل على العكس من ذلك تزداد وتتضخم عنده الى ما لا نهاية.
 نحن هنا تحديدا نعني صاحب المعاش التقاعدي الصغير الذي ليس لديه أي مدخول شهري آخر “غير هالفلسين اللي يستلمهم تاريخ عشرين من كل شهر”.
 عندما نتواجد وسط المتقاعدين الذين يعرفوننا والآخرين الذين يتابعوننا عدا “الايميلات” والاتصالات الهاتفية ورسائل قنوات التواصل الاجتماعي دائما نسمع منهم أكثروا الكتابة عن حقوقنا وأوضاعنا المعيشية والحياتية وهمومنا واحتياجاتنا اليومية، وهذا حقهم علينا وواجبنا في الصحافة تقديم كل ما نستطيع لهم والمجتمع.
 عندما تزدحم الأفكار ويضيق الحال من عجاج السنين ويكون الدمع حائرا في عيون هذه الكوكبة من المتقاعدين الذين خدموا البحرين في القطاعات الحكومية والخاصة والعسكرية والأمنية وقدموا كل ما لديهم من جهد وإخلاص وعمل دؤوب، وبعد تلك المرحلة باتوا يصرخون من الكيل الذي طفح بهم ومن رعونة الحياة والضوائق المالية، وداهمتهم الأمراض المستعصية والعلل المختلفة وتقدم بهم السن، وهم خارج دائرة الاهتمام مجردين من الوظيفة وبعد أن ضاق بهم الحال. المطلوب التخفيف من معاناتهم ورعايتهم والاهتمام بهم وذلك بتحسين أوضاعهم المعيشية المتردية كي يشفوا قليلا من جرح الزمن القاتل وليواكبوا سرب الحياة التي لم تعد ترحمهم والتغلب على معوقاتها ليصبحوا بحال أفضل مما هم عليه الآن.  
  مع كل هذا الوضع المتعب الذي يئن منه المتقاعد البحريني الذي لم يعد يخفى على أحد، ويترقب تعديلا ماديا مجزيا ينتشله مما هو فيه كي يعيش عيشة كريمة في وطنه خرج علينا أعضاء مجلس الشورى بغالبية ساحقة “29” عضوا في جلستهم الأخيرة برفضهم الموافقة على رفع الزيادة السنوية لمعاشات المتقاعدين والمستحقين عنهم من 3 بالمئة الى 7 بالمئة سنويا وهذا الرفض كان متوقعا ولم يكن جديدا وبذلك أصبح المتقاعد وكما يقول المثل “وين ما يشق حاشية”.
 هذا الموقف غير المنصف من مجلس الشورى الذي مهما كانت مبرراته “كدر نفوس” أولئك المتقاعدين وأفراد أسرهم.
 على الرغم من أن تلك الزيادة السنوية “أتفشل والواحد يستحي يتكلم عنها” إلا أن الكثير من المتقاعدين في أمس الحاجة لها و”صج لي قالو المتقاعد عومة مأكولة ومذمومة”.  وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية