العدد 2752
الأربعاء 27 أبريل 2016
banner
يكفي يكفي يكفي!
الأربعاء 27 أبريل 2016

لقد نجحت البحرين خلال السنوات الثلاث الماضية في تجاوز الأزمات المختلفة، فمن الخروج من عنق المحنة الانقلابية الى الأزمة المالية النفطية التي تعاملت معها الحكومة حتى الآن بحذر وترقب إلى محاولة التصدي لبقية الارهاب المستمر والمتوقع بين وقت وآخر، كل ذلك يمنح البحرين ثقة في نفسها وفي تعاطيها مع الأزمات والسبب بدون ريب هو السياسة الحكيمة والمعتدلة والمتوازنة للحكومة التي واجهت هذه الأزمات بواقعية وعقلانية رغم خروج بعض الوزراء عن السرب احياناً والتغريد خارجه بتصريحات مستفزة وغير مسؤولة لكن بالمجمل كانت الحكومة واقعية في تعاطيها مع كل الملفات بشكل عام وهذا هو سبب الاستقرار الذي تشهده البحرين برغم كل التحديات والعقبات.
توقفت هذا الاسبوع فيما يخص البحرين ان كان ظني وتخميني صحيحاً امام حديث سمو ولي ولي العهد في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان عند الفقرة التي قارن فيها بين المملكة ودولة أقل امكانيات وشعب اقل دخلاً بكثير عن الدخل هناك ورغم ذلك فإن هذا الشعب يحسن الترفيه عن نفسه ويستغل دخله المحدود للتمتع والترفيه، سعدت بهذه المقارنة وتمنيت الخير لنا جميعاً في دول مجلس التعاون.
أعود لجوهر الموضوع وهو نجاح البحرين في الخروج من كل هذه الأزمات واختصرت الموضوع بالقول إن السبب الاساسي هو سيطرة الحكومة على الوضع وتمكنها من التعامل الواقعي والعقلاني مع الاسباب، والسؤال الذي يجرني لكل هذه المقدمة الطويلة هو أين دور مجلس النواب في ذلك كله؟
ماذا فعل مجلس في مواجهة تداعيات المحنة الانقلابية؟ ماذا فعل مجلس النواب في موضوع زيادة المتقاعدين؟ ماذا فعل مجلس النواب في موضوع دعم اللحوم؟
ماذا فعل مجلس النواب في موضوع الارهاب؟ ماذا فعل مجلس النواب في التخفيف من اعباء المواطنين؟
بالمقابل رفع مجلس النواب 61 شكوى ضد المواطنين وأرجوا ألا تزيد برفع دعوى ضدي، من الآن اقول للنيابة العامة انا احترم النواب وأجلهم وهذا النقد عام ولا يتعلق بشخصياتهم المحترمة! الله يذكرك بالخير، الأخ العزيز خليفة الظهراني ذو الصدر الواسع.
بالمقابل هذا اكثر مجلس نواب في تاريخ البحرين منذ العام 2002 شهد صراعا وشجارا وصراخا وكلمات نابية بين أعضائه، وأذكر هنا بالمناسبة أن الحكومة والوزراء أكثر جهة تعرضت للنقد طوال تاريخها، لم نشهد مرة واحدة وزيرا في الحكومة رفع دعوى ضد مواطن رغم ما يتعرض له الوزراء من نقد.
ما اريد أن اصل إليه اننا الآن ونحن نطل على مستقبل مجهول في ضوء الأزمة المالية النفطية وفي ضوء التحديات الأمنية وخطر الارهاب والتداعيات المزلزلة في المنطقة نشهد الدول المجاورة تهرع نحو التنمية وتنويع مصادر الدخل وحماية جبهاتها الداخلية من الارهاب والأخطار والطوابير الخامسة لولاية الفقيه وغيرها، في هذا الوقت بالذات تبلغ الشكاوى المرفوعة على المواطنين 61 شكوى حتى  الآن، لم يحصل ذلك في تاريخ الديمقراطيات منذ العهد الروماني قبل الميلاد حتى اليوم.
باختصار شديد تواجه البحرين كدولة وشعب وقيادة تحديات جسيمة وإذا لم نتكاتف ونتوحد في جبهة وطنية قوية وضمن وحدة هذا المثلث فإننا نضع مصير البحرين على كف عفريت، ليست لعبة التي تدور حولنا الآن بل محاولة لإلهائنا عن مستقبلنا ومحاولة تجريدنا من قوتنا ودفعنا لتكريس وقتنا كله للمصالح الضيقة التافهة ونغفل عن مصلحة الوطن، هذا ما يراد لنا ان نغر ق فيه وللأسف الشديد هناك من يقع في الفخ ويبتلع الطعم ويلهو عن الوطن بالأمور الهامشية.
أعني ما أقول، كفاية بل يكفي ما نقوم به حتى الآن من لهو ويكفي ألعابا، التحديات امامنا وأعمى من لا يراها، فإلى متى هذا اللهو بمصلحة الوطن؟.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية