العدد 2752
الأربعاء 27 أبريل 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
عرش السيدة العجوز.. وحذارِ يا بافاريا!
الأربعاء 27 أبريل 2016

*الكالتشيو الخامس
نابولي يصل لملعب الأولمبيكو في روما، ساري يفكر، هيغواين يتأمل، انسيني يتمنى، هامسيك يحلم، ورينا يتعشم. مازالت لنا الفرصة لنفوز بالكالتشيو، نعم نستطيع، مارادونا فعلها قبل 26 عاما، ونحن لسنا أقل من نابولي الساحر هذا الذي تُوج بآخر الألقاب، هناك كان مارادونا وكاريكا وفييرا، وهنا لدينا هيغواين، انسيني والبيول، نعم نستطيع!
يدخل نابولي اللقاء، المعنويات مرتفعة، الآمال معقودة والأحلام مازالت قائمة، وجماهير نابولي متعطشة، ساري يفكر ويدبر وفي لحظة يتذكر أن يوفنتوس فاز بالأمس وابتعد بالصدارة أكثر، تعثر فريقه اليوم أمام الرومانيستا بأي نتيجة غير الفوز يعني ضياع الأمل إلى الأبد، ماذا تقول يا ساري، هل سنضيع الحلم بهذه السهولة، نعم إنه الواقع يا سادة ويجب علينا تقبله، يوفنتوس سيحتفل باللقب وهو في بيته، ما أشد هذا على الوقع وما أمرَّه على النفس!
وبأوامر الملك توتي، وبأقدام البلجيكي نينغولان، يوفنتوس يبصم رسمياً على لقب الكالتشيو الخامس على التوالي، نعم توقف القطار وعاد أبناء الجنوب إلى ديارهم خائبين، انتهى الحلم، وربما لن يعود من جديد، عذراً مارادونا، لا أحد يستطيع حمل الراية من بعدك، فأنت الملهم وأنت الحياة وأنت رافع الرؤوس!
يوفنتوس ينهي حسابياً جميع الأمور في الدوري الإيطالي قبل ثلاث جولات من الختام، ليضرب موعداً آخر مع التاريخ الذي سيدون هذا اللقب بأحرف من ذهب عن دونه من الألقاب الـ 34 السابقة، يوفنتوس كان في المركز الرابع عشر يا سادة، أسوأ مركز تحتله السيدة العجوز منذ أن عرفت الكالتشيو، ثم يقفز إلى الرقم 1 وقبل الختام بثلاث خطوات! يا له من إنجاز عظيم يؤكد علو كعب هذه السيدة العجوز التي كانت وستظل متربعة على عرش إيطاليا دون وجود منافس!
وفي الحقيقة بالوضعية الحالية للفرق المنافسة وأعني الوضعيتين المادية والإدارية، لا أجد أن فريقا سيستطيع مناطحة يوفنتوس في المواسم القادمة على لقب الدوري، ولا استبعد نهائياً أن يسيطر اليوفي على خمسة دوريات أخرى غير الخمس التي أحرزها في السنوات الخمس الماضية!
بقاء بيرلسكوني في الميلان، واستمرار توهير بخداعه وعدم الالتزام بعهده مع الإنتر، وبمحدودية إمكانات روما المادية، وغياب شخصية نابولي الحقيقية، لن يستطيع أي من هذه الفرق منافسة اليوفي ومناطحته إطلاقاً.
على إدارة يوفنتوس ألا تقلق من فريقها محلياً، فالفارق كبير وسيظل كذلك حتى لو حاولت الفرق المنافسة تقوية صفوفها، لذا يجب على الإدارة البيانكونيرية أن تُسخر كل طاقاتها في صنع فريق قادر على المنافسة في دوري الأبطال والبقاء دائماً ضمن الأربعة الكبار بجلب لاعبين أكثر جودة وممن يصنفون على أنهم لاعبون “سوبر ستار”!
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أهنأ عشاق ومحبي يوفنتوس على الفوز بلقب الكالتشيو، والذي جاء بكل جدارة واستحقاق.

* دوري الأبطال
بعد أن انطلقت أمس مباريات الدور النصف نهائي لدوري الأبطال بين مانشستر سيتي وريال مدريد، يستعد طرفا المربع الذهبي المكملين أتليتكو مدريد وبايرن ميونيخ لمواجهة اليوم الحاسمة، والتي قد تحدد ملامح الفريق المتأهل لنهائي البطولة، والذي سيقام على ملعب الميلان أواخر الشهر المقبل.
بلغة التاريخ، بايرن ميوينخ يبدو الأوفر حظاً للتأهل للنهائي، فلا مجال للمقارنات إطلاقاً بين تاريخ العملاق البافاري وتاريخ أتليتكو مدريد في هذه البطولة، فيكفي أن ندرك أن الأول في رصيده خمس بطولات، بينما يحلم أتليتكو بأول ألقابه في البطولة!
لكن وبعيداً عن التاريخ، تبدو حظوظ “الروخي بلانكوس” أفضل من البايرن خصوصاً من ناحية اكتمالية الفريق وعدم وجود نقاط ضعف واضحة فيه، فالفريق الإسباني يمتلك أقوى خط دفاع في أوروبا برمتّها، وخط وسط قوي بما يكفي، وهجوم جيد ولا بأس فيه، مما يجعله ليس متفوقاً على البايرن فحسب إنما يتفوق على جميع الفرق المتأهلة للمربع الذهبي، وهذا ما أجبر الخبراء والمحللون على أن يضعوا أتليتكو على رأس المرشحين لنيل اللقب الأوروبي وفقاً لهذه العوامل الفنية والكمالية.
في حين أن بايرن ميونيخ قوي هجومياً، ويمتلك معدلا كبيرا من الأهداف يعتبر من الأفضل في أوروبا كلها، بينما يعاني دفاعياً كثيراً ويتضح ذلك من خلال استقباله العديد من الأهداف التي لا تتناسب مع فريق وحجم البايرن، إذ إن كمية الأهداف التي استقبلها والفضائح الدفاعية التي ارتكبها الفريق في بعض المباريات هذا الموسم قد تكون منطقية لحجم فريق بمستوى شالكه وفولفسبورغ، ولكن لا يليق بسيد الألمان وزعيمها المطلق!
المدرب الأرجنتيني سيميوني يدرك جيداً أن أول الطريق للعبور إلى النهائي يكمن بتحقيق الفوز اليوم على البايرن في معقل الفيسنتي كالديرون المرعب ولا نتيجة أخرى ستساعده على التفكير بذلك، فوز أتليتكو اليوم سيؤمن له إلى حد كبير تواجده في النهائي الثاني له في الثلاث مواسم الأخيرة، بينما الخروج بنتيجة التعادل أو الخسارة قد تبعد الفريق عن مبتغاه خصوصاً وأنه سيكون مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية في ملعب اليانز ارينا، والذي عجز عن ذلك أغلب الزائرين له!
أعتقد أن أتليتكو بمتلك كل المقومات اللازمة للفوز اليوم على البايرن، فهو يجيد اللعب الدفاعي المنظم القادر على كبح جماح الهجوم البافاري وإحباط كل محاولاته، في الوقت الذي يجيد اللعب بسرعة الارتداد وتنظيم الهجمات المرتدة، مستغلاً سوء الحالة الدفاعية للبايرن، لذلك سيكون الأقرب للفوز اليوم.
المدرب الإسباني غارديولا إذا كان يفكر في النهائي، فيجب عليه اليوم ألا يفكر بتحقيق الفوز واللعب باندفاع هجومي، إن كان ذكياً ولديه قراءة دقيقة لفريق أتليتكو، يجب عليه اليوم فقط ألا يفكر بالخسارة، يحاول الفوز وإن لم يتمكن يخرج بالتعادل على الأقل، فالفرصة ستكون كبيرة أمامه لإنهاء الأمور هناك في اليانز ارينا!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية