العدد 2762
السبت 07 مايو 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
رؤية 2030 الخليجية
السبت 07 مايو 2016

من أجل الاستمرار بخطط الإصلاح والتنمية وبناء دول تتماشى مع الأوضاع الاقليمية والدولية، وحتى تتمكن من تنسيق مواقفها السياسية والاقتصادية، أطلقت بعض دول الخليج خلال السنوات الماضية، عددا من الرؤى الاقتصادية والمجتمعية الخاصة بها أسمتها رؤية 2030، من أجل وضع خارطة طريق واضحة للمستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للوطن والمواطن الخليجي. فقطر أطلقت رؤيتها الاقتصادية 2030. والبحرين أيضا أطلق رؤيتها حيث تعد هذه الرؤية التي أطلقها جلالة الملك في أكتوبر عام 2008، خطة اقتصادية شاملة لمملكة البحرين من شأنها تحديد وجهة واضحة للتطوير المستمر للاقتصاد البحريني. وهذه الرؤية وكما يقول الخبراء، تعكس في جوهرها هدفا أساسيا مشتركاً يتمثّل في بناء حياة أفضل لكل المواطنين البحرينيين.
ورحبنا نحن بمجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر)، وعلى لسان كاتب هذه السطور، بالرؤية الاقتصادية والسياسية والعسكرية والمجتمعية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، وأعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع، وهدفت الى وضع خارطة طريق تمكنها من وضع اسمها من بين عواصم القرار الدولي، مؤكدين ان المملكة وبهذه الرؤية ستتمكن من السير على طريق التنمية والشفافية في كل المجالات، وستؤكد  قوتها وصمودها في عالم يموج بالصراعات، وستؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ المملكة الحديث، سيكون محل فخر لنا كخليجيين وأيضا كعرب ومسلمين.
إن رؤية المملكة 2030 التي طرحها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أرسلت رسالتين داخلية وخارجية، فعلى المستوى الداخلي نرى أنها حددت ملامح المستقبل الاقتصادي والمجتمعي للمواطنين، لكي يكونوا على اطلاع وإدراك بما ستقوم به الحكومة من أجل الوطن والمواطنين خلال المرحلة القادمة، وبما سيعود عليهم بالمنفعة والخير. ونستطيع ان نصنف هذا الأمر بأنه يقع ضمن خانة الشفافية بين القيادة والمواطنين، ليس على المستوى السعودي فحسب بل حتى على المستوى الخليجي أيضا. وهو أسلوب وسياسة راقية نتمنى ان تشيع بين كل دول الخليج، لكي يكون الجميع شركاء في بناء مستقبل وطننا وشعبنا الخليجي.
أما الرسالة الخارجية التي نقرأها بخصوص رؤية المملكة، فهي اصرار المملكة على الدخول في عالم صناعة القرار الدولي، سواء القرار السياسي أو الاقتصادي أو العسكري والأمني، وأن الرياض ستكون عاصمة عالمية سياسيا واقتصاديا، وأن على الآخرين التعامل مع هذا الأمر بما يضمن ليس مصالح الخليجيين فحسب، بل مصالح العرب والمسلمين أيضا. وهي رسالة أيضا بأن عهدا جديدا للأمتين العربية والاسلامية بدأ مع القيادة والرؤية السعودية الحالية، وعلى المجتمع الدولي انتهاج مبدأ المصالح المشتركة، بما يضمن عالما انسانيا خاليا من الصراعات والحروب والتدخل بشؤون الآخرين.
ولابد من التركيز على أن هذه الرؤية تؤكد أن الجميع يجب أن يشارك في تحقيقها بما فيها المواطنون. فلكي تحقق هذه الرؤية أقصى نجاحاتها، فإن على المواطن الاستعداد لها وتهيئة نفسه وأبنائه وأسرته ومجتمعه والتفاعل معها، ووضع ثقته بهذه الرؤية، حتى ينعم المجتمع السعودي بحالة جديدة من الرخاء، ويكون مجتمعا عصريا قادرا على التفاعل مع اسلوب جديد وحديث من الحياة والمشاركة المجتمعية في بناء المملكة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .