العدد 2766
الأربعاء 11 مايو 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
إيران والثورات العربية (1)
الأربعاء 11 مايو 2016

مازال هناك من المستعربين وممن انتسب إلينا كعرب في غفلة من الزمان، بالإضافة إلى بعض العرب ممن أراد الحصول على مجد إعلامي وديني واجتماعي، على حساب العروبة والوحدة الإسلامية، من يطبلون ليلا ونهارا للثورة التكفيرية الطائفية العرقية التي جاء بها خميني واستمر بها وقادها من بعده ابن عمه خامنئي. فالنكرة حسن نصر الله وسفيه اليمن الحوثي وهبل البحرين ومشعوذ القطيف وبياع الخواتم المالكي، ومعهم مرتزقة دكاكين حقوق الإنسان وحرية التعبير، وممن استغل الديمقراطية الخليجية للدفاع عن المشروع الإيراني، كلهم خونة وعملاء صنعتهم ايران وأدارتهم لكي يكونوا وكلاءها بالمنطقة العربية، حتى يمهدوا الطريق لدخول المجوس إلى أرضنا العربية الطاهرة.
وحتى الآن، فإن هؤلاء مازالوا يطبلون ويدافعون عن المشروع المجوسي الإيراني، ومن خلال أيضا القنوات الإيرانية الثلاث وهي العالم والمنار والميادين، مؤكدين قدسية كل ما ينطق به كسرى طهران من كلمات وجمل وأكاذيب آخرها ان ما تسمى بثورات الربيع العربي خصوصا في مصر وتونس، إنما استلهمت مبادئها من الثورة التكفيرية الطائفية الايرانية. بصراحة، إن تلك الكلمات تصدر عن شخص معتوه،  يعتقد بأنه منزه وفوق مستوى تفكير الأمة الإسلامية، لذلك فإن على الجميع القبول بكلامه ومن دون مناقشة وتأويل، فالادعاء بأن الثورتين امتداد للثورة الايرانية، هو قول لا يصدقه الا الاغبياء الذين يعتقدون بقدسية كلام البابا الفقيه، أو المساكين من أهل القرى الإيرانية، الذين لا يفقهون بالسياسة شيء، ويأخذهم دائما حسن النية بما يقوله أي معتوه أو مجنون. وسبب احتجاجنا على ما ادعاه صاحبنا هو كالتالي: أولا. الثورة الايرانية هي ثورة طائفية تكفيرية، ألغت اهل السنة والجماعة ومن شايعهم من الشيعة العرب، ممن يؤمنون بتراث آل البيت الحقيقي عليهم السلام، وصنفتهم على أنهم ليسوا مؤمنين، بل مسلمين وبدرجة ثانية لا يستحقون معها دخول الجنة. بينما الثورتان المصرية والتونسية، قامتا على التسامح والمساواة بين كل المواطنين، وليس على أسس طائفية كريهة.
ثانيا. الثورة الايرانية، هي ثورة عرقية بغيضة بنسبة مئة في المئة، قامت على الاعتزاز، لن نقول بالفرس لأن بيننا وبينهم روابط دم وصلة رحم، بل على الصفوية البغيضة، التي تستند الى تاريخ وتراث وهوية مجوسية، تحلم بإعادة امجاد نيران كسرى، وتتخفى بالتشيع والتشيع منها براء. بينما الثورتان العربيتان، قامتا على مفاهيم الدولة المدنية التي لا تميز بين المواطنين، ولا تصنفهم عرقيا على أرض الواقع.
ثالثا. الثورة الايرانية، قامت بالتنكيل بكل ما هو عربي (شيعي أو سني) لا يوالي مشروعها التكفيري الطائفي العرقي. وما يحدث بالأحواز خير دليل. فعربنا من شيعة وسنة رافضون المشروع المجوسي باحتلال البلاد العربية وتدمير الثقافة والهوية العربية واستبدالها بهوية جذورها مجوسية، مازالوا حتى هذه اللحظة يتعرضون لأقسى أنواع الجرائم من قتل وتعذيب واضطهاد وتهجير وإلغاء هوية.
كذلك ما يحدث من مؤامرات ضد دول الخليج، ومحاولات تحريك مرتزقتهم وعبيدهم من (المتعربين) لقيادة الانقلابات، وتهديد الأمن السياسي والاجتماعي والديني لدول الخليج هو خير دليل. بينما الثورتان لم يكن هدفهما القيام بمثل ما قام به المجوس ضد ابناء العرب.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .