العدد 2768
الجمعة 13 مايو 2016
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
رئيس الوزراء يحسم الجدل... “لا مساس بحقوق المتقاعدين”
الجمعة 13 مايو 2016

لغط واستياء ينشب في الشارع وفي وسائل التواصل الاجتماعي بسبب بعض التلميحات المتسرعة التي تصدر أحياناً من بعض المسؤولين، والتي توحي بشكل مباشر أو غير مباشر باتخاذ آلية جديدة تثقل كاهل المواطن، كونها تطال نمط حياته وجيبه.
مشهد يتكرر اليوم مع موضوع المتقاعدين والسبب تصاريح غير مفهومة المقصد من قبل بعض المسؤولين تهدد المواطن، كالتي خرج بها مؤخراً وزير المالية عن إمكانية مراجعة نظام التقاعد في البحرين، وذلك لوجود تحديات مختلفة.
إلا أن كلمات سمو رئيس الوزراء حفظه الله التطمينية قبل أيام أثلجت صدور المتقاعدين، وذلك بتأكيده أن مكافأة نهاية الخدمة لن تمس أو تطال وأن ما يثار حول إلغائها غير صحيح البتة، مؤكداً سموه أن الحكومة حريصة على العمل من أجل إطالة عمر الصناديق التقاعدية وديمومتها خدمة للموظفين والمتقاعدين حاضراً ومستقبلا.
نأمل ألا تعطل القرارات المعينة للمواطن من قبل بعض المسؤولين، والإسراع في وضع حد للإشاعات التي تخرج بسبب التلميحات، فتظهر بصورة غير تطمينية ومشوشة للمواطن كونها تمس بشكل مباشر مصالحه ولقمة عيشه.
نريد نوابا تبنى عليهم الآمال في الدفاع عن حقوق المواطن، وليتذكر هؤلاء أنهم في يوم ما سينتهي بهم الأمر إلى مشاركتهم المتقاعدين!
كما نأمل أن تلقى هذه الفئة مزيدا من الدعم واهتماما لا يقل عن بعض الدول المتطورة، ففي ألمانيا تم تأسيس (هيئة الخبراء المتقاعدين الألمان)، وتضم آلاف الخبراء من المتقاعدين يعملون للصالح العام، أو التجربة اليابانية التي أسست (جامعة المتقاعد) والتي من شروط القبول فيها أن يكون الشخص قد تجاوز سن الستين عاماً.
متى يقتدي بعض المسؤولين بسمو رئيس الوزراء في المصارحة والمواجهة، لإبطال اللغط والقلق بوضع النقاط على الحروف، هكذا نريد البحرين ترتقي بأمثال سموه، قائد ينطق بكلمات أبوية رحيمة بشفافية ووضوح، بعكس آخرين يخرجون لنا بتصاريح مقلقة مؤرقة جعلت المواطن يَلتفت يميناً وشمالاً، تصاريح تشحن القلوب والعقول عبر الصحف ووسائل التواصل شاغلة الرأي العام، كما تشغل معها كتاب الأعمدة بتخصيص مساحاتهم في أمور مكررة وغير مجدية بدل المفيد.
نأمل أن يسير المسؤولون على نهج سموه، نهج الشفافية والوضوح والإنسانية بدل تشويش المواطن وتخويفه بمغالطات لا يعلم حجم تأثيرها وأبعادها غير الله.
كما نطمع أن ينظر إلى هذه الشريحة التي خدمت سنين لتطوير البلاد بمزيد من الاهتمام والجدية، والبحث عن بدائل لمواجهة التحديات دون التفكير في استهداف جيوب المواطن الذي تكالبت عليه الحياة بضغوطاتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .