من لحظة إقرار الميزانية العامة الأخيرة للدولة “وأمطار لنميلي أترضرض” ومن يومها “خرّت” أسقف غالبية بيوت البحرينيين ولا تزال مستمرة وبات البحريني يسأل متى ستتوقف كي يرى مدى حجم ما لحق به.
في الوقت ذاته لا يعلم المواطن ماذا تخبئ له الأيام القادمة من إضافة أعباء مالية أخرى عليه ليس بمقدوره تحملها والصبر عليها في ظل ارتفاع المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها الكثير من احتياجاته.
لن نستعرض هنا ما تم تنفيذه على المواطن من قرارات تقشفية في الفترة الاخيرة، التي بدورها باتت تنكد معيشته هو وأفراد أسرته، لكن الأخبار المرعبة التي خرجت علينا حديثا “وشقت القاع وقالت أمباع” وتتعلق بصميم أرزاق الموظفين أحدثت بلبلة في المجتمع وأصبحت حديث المدينة مما جعل عددا كبيرا من الموظفين يسرعون لتقديم إحالتهم على التقاعد، وآخرون بدءوا التفكير الجدي في الاتجاه نفسه، وذلك قبل أن يأتي الفأس في الرأس، “وتروح فلوسك يا صابر”، مع ذلك هناك حالة التذمر والاستياء التي شملت الكثير من الموظفين في مواقع العمل المختلفة، الأمر الذي خفض من إنتاجيتهم وتأثرهم الشديد لما هو قادم من أخبار مؤلمة يدعونا الحال أن نقول “ايه والله مب أمخلين الناس في حالهم”.
بعد كل الذي جرى وقيل وكما هي العادة في مثل هذه الظروف الصعبة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر وضع النقاط على الحروف وأوقف تداول تلك الأخبار بالنفي وعدم صحتها، مؤكدا سموه أن مكافأة نهاية الخدمة لن تمس وأن الحكومة حريصة على العمل من أجل إطالة عمر الصناديق التقاعدية خدمة للموظفين والمتقاعدين، ومن حينها اطمأنت قلوب الموظفين وأفراد أسرهم، “وردت الروح فيهم عقب ما نشفت أعروجهم” وتنفسوا الصعداء وتجدد الأمل في نفوسهم.
“تطسّسّت أعيونه” من “كثر” ما كتبنا ونبهنا من خطورة ما يجري والعواقب الوخيمة جراء تسريب مثل تلك الاشاعات التي تنتشر في المجتمع كالنار في الهشيم.
على أية حال ما وددنا الوصول اليه عبر سطورنا المتواضعة هذه أن على الدولة إطلاع المواطن بالقرارات التي تخص الوضع المعيشي إن كانت فيها بقية جار العمل عليها لتنفيذها وذلك على المدى القريب والآخر البعيد كي يعرف المواطن ماذا يدور حوله ودون أن يترك هكذا “عمياني” يتحرك وسط اشاعات لا أساس لها من الصحة.
 قد تكون أحيانا تلك الإشاعات مقصودة لقياس نبض الشارع وردوده ومدى تفاعله معها وهذا يعد أمرا مرفوضا شعبيا وينبغي أيضا محاسبة من يطلقها كون ضررها أكثر من نفعها. وعساكم عالقوة.