العدد 2772
الثلاثاء 17 مايو 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
المنظمات المشبوهة والهوية الإسلامية
الثلاثاء 17 مايو 2016

نرى دائما كيف تقوم مجموعة من الأشخاص من أصحاب الولاء المجوسي، أو المطبلين للمشروع الايراني باحتلال البلاد العربية، بكتابة تقارير مزيفة وأكاذيب، يساعدها في ذلك البابا الفقيه لتحقيق المشروع الايراني، وإرسال هذه التقارير الى ما يسمى بـ “المنظمات الدولية” التي مجرد ما ان تقرأ فقرات معينة مثل “انتهاكات، حقوق انسان، حرية تعبير، مظاهرات سلمية.. الخ”، حتى تبادر على الفور وبشكل مبرمج، بإصدار بيانات تنديد واستنكار ضد هذه الجهات الخليجية. هكذا بكل بساطة، ومع الأسف فإن هذه المنظمات الدولية، التي تدعي بأنها تدافع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير وحقوق المرأة والطفل، يمكن الضحك عليها وخداعها، وجرها كالأغنام لتحقيق مصالح وأهداف بعض الافراد والتنظيمات الارهابية الايرانية.
ورأينا خلال السنوات الماضية كيف أن هذه المنظمات وبياناتها، والتي يتم تفنيدها وكشف الحقائق بشكل واضح للعيان، شنت حملات على دول الخليج بتحريض من مؤسسات ومراكز الولاء والمشروع الايراني، حيث تتقاطع مصلحة هذه المنظمات المشبوهة، التي تريد تدمير المبادئ الاسلامية التي يدين بها 96 بالمئة من المسلمين، مع مصلحة المشروع الايراني الذي يريد أيضا تدمير وإزاحة مبادئ المسلمين، لتحل محلها المبادئ الايرانية المنحرفة. ومن هذه المنظمات الدولية التي تم الضحك عليها ولم تلتزم حتى بأدنى معايير الموضوعية تجاه الوضع الصحافي والحقوقي في الخليج، الاتحاد الدولي للصحافيين، صحافيون بلا حدود ولجنة حماية الصحافيين والعفو الدولية وغيرها من المنظمات التي تهدف لتسويق مبادئها الليبرالية الغربية المنحرفة، والتي تتستر بحرية التعبير وحقوق الانسان كحرية الاساءة للأنبياء والرسل والدين الإسلامي، وحقوق السحاقيات والشاذين جنسيا والإباحة الجنسية بين الرجل والمرأة.
كان يجب على هذه المنظمات أن تكون على قدر من المسؤولية والمهنية والعدالة، من خلال التفريق بين هويتهم ومبادئهم الغربية، وبين الهوية المجتمعية والثقافية الاسلامية للمجتمع الخليجي واحترامها. أيضا كان يمكنها دائما اجراء اتصالات مع المسؤولين بدول الخليج، وتوضيح أن هناك ادعاءات ضدهم ويجب عليهم تفنيدها والاجابة عليها. وهو ما يفترض ان تفعله الكيانات والمنظمات الدولية مع اية شكوى أو ادعاءات، والتحقيق ومتابعة الموضوع بين الطرفين، ومن ثم إصدار بياناتها ووجهة نظرها وتبيان ان وجهة نظرها مبنية على أساس هويتها الليبرالية المخالفة للإسلام. وهو ما لم تفعله هذه المنظمات، لأنها ابتلعت الطعم، وتم الضحك عليها ومن من؟ من مجموعة اشخاص موالين للمشروع الايراني، وهذا هو مربط الفرس. منظمات دولية يتم الضحك عليها من قبل مجموعة اشخاص، فهل هذه منظمات تستحق الاحترام والتقدير من قبل الصحافيين والحقوقيين الخليجيين والمسلمين عامة؟
لقد طالبنا منذ البداية، بألا يتم ربط مصيرنا الاعلامي والحقوقي مع مثل هذه المنظمات الدولية ذات الاجندة المنحرفة، من دون ان يكون تعاملنا معها الند للند، لا بشكل يمثل التبعية الاعلامية والحقوقية. إننا نكرر الدعوة الى انتهاج مبادئ هويتنا المجتمعية والثقافية الإسلامية كمرجع أولي، ننطلق منه لأنه يعبر عن هويتنا وخصوصيتنا، ومن ثم تأتي المواثيق الغربية التي سنلتزم بها اذا لم تتعارض مع مرجعيتنا الاسلامية. أما تقارير وبيانات وأجندة هذه المنظمات المنحرفة، فيجب التصدي لها بكل حزم. فهي تدافع وتقلب الدنيا على سجن صحافي قام بالإساءة لمبدأ اسلامي، بشكل يفوق دفاعها عن آلاف البشر الذين يقتلون من قبل النظام السوري وحلفائه، فهل هذه عدالة ودفاع عن حقوق انسان، أم استهداف للهوية الاسلامية للمجتمع الخليجي؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية