العدد 2787
الأربعاء 01 يونيو 2016
banner
وتحول العمل البلدي إلى أنشطة ثقافية... 10 آلاف دينار لكل عضو!
الأربعاء 01 يونيو 2016

إليكم هذا الخبر الاستفزازي... وزارة البلديات خصصت مبلغ 10 آلاف دينار سنويا كمخصصات ثقافية لكل عضو بلدي في جميع المجالس البلدية، وهذا المبلغ خصص للفعاليات التي يقوم بها الأعضاء حسب تصريح احد رؤساء المجالس البلدية، وهل تعرفون أين تصرف هذه المخصصات، للفعاليات التي يقوم بها الأعضاء البلديون من ندوات أو مسابقات وفعاليات اجتماعية وثقافية وحتى رياضية وعلى الاعلانات والمطبوعات التي توزع على المواطنين والاعلانات التوعوية، وحسب التصريح ان اغلب الأعضاء لم يصرفوا حتى ربع المبلغ!
تفاقمت الأمور عليك أيها المواطن وأصبحت تبحث لك عن طريق يخلصك من اخبار “البلديين” الذين يؤدون اعمالا غير منطقية ومنها هذه الفعاليات الشكلية التي تكلف الدولة مبالغ كبيرة وتحمل على عاتقها مسؤوليات مضاعفة. حتى لو لم يصرف الأعضاء ربع المبلغ ولكن من غير المعقول ان تخصص البلديات مبلغا بهذا الحجم في السنة لمجرد اقامة فعاليات وأنشطة مكررة “في الفرجان” لا تحمل اي هدف سوى الترفيه عن الاطفال وربات البيوت، حتى الإعلانات التوعوية لن تقدم مساهمتها القيمة بهذه الصورة ولغاية الآن اصلا لم نقرأ ولا إعلانا توعويا في المناطق. ثم بربكم هل تتركز مهمة العضو البلدي الاساسية في زيادة فاعلية العمل البلدي في المنطقة ومتابعة مشاكل المواطنين كما يفترض، أم التفرغ لإقامة مسابقات ثقافية ورياضية في الحدائق العامة؟ معظم مناطق البحرين تعاني من قضية مقلقة جدا وهي تكدس القمامة وأعمال بلدية غير متوازنة وممارسات ضعيفة جدا من قبل الاعضاء وفي كل المجالس البلدية ومشاكل لا حصر لها، ثم نسمع عن توفير مبلغ كبير للتسلية والفعاليات الثقافية والرياضية!
بدل معالجة القصور في عمل المجالس البلدية وتطوير أداء الاعضاء لكي يتماشى مع التوسع المستمر ووضع البلد العمراني وكل ما يتصل بالمشاريع، تقدمون للمواطن براعة اختراع تسمى ندوات أو مسابقات وفعاليات اجتماعية وثقافية وحتى رياضية. تحول العمل البلدي الى انشطة اجتماعية وتسلية تصرف عليها مئات الآلاف من الدنانير وأصبح التركيز منصبا على التوسع في وضع “جم بيت هزاز ودورفه وزحلاقة” في الاحياء اكثر من الاهتمام بالمشاكل الاساسية التي يعاني منها الناس ويطالبون بحلها. أصبح الحرص على تسلية الاطفال وتنوير عقولهم بالمسابقات الثقافية وإقامة الأنشطة المختلفة هو الشغل الشاغل لعدد كبير من الاعضاء البلديين ظنا منهم أنهم يقدمون جهودا مكثفة وخبرات تساعدهم على العمل في هذه المهمة الوطنية، ولا نستغرب عندما نسمع ان احد الاعضاء يترك المشاريع الكبرى والاعمال المهمة ويخصص كل وقته مع فريق عمله لتنظيم مسابقة ثقافية اسبوعية او شهرية ويصنفها ضمن خطط التنمية ويجب ان تكون في المقدمة.
الإخوة في وزارة البلديات الكثير من المسائل بحاجة الى تقييم جديد وبرمجة جديدة ومثل تلك الفعاليات آنفة الذكر ليست بذاك المردود المفيد على المواطن ويفترض تقليصها لأنها ليست مشاريع مكملة لعمل العضو البلدي باستثناء الإعلانات والمطبوعات التي قد تفيد الناس. على صعيد الارقام، أترك للقارئ الحسبة، 10 آلاف دينار لكل عضو بلدي سنويا، وكم عضو بلدي عندنا وكم سيكون الرقم في أربع سنوات؟.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .