العدد 2801
الأربعاء 15 يونيو 2016
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
إيران... وثائق من الماضي القريب
الأربعاء 15 يونيو 2016

من جديد تتكشف المزيد من خيوط التآمر التي تحيكها إيران مع أعداء الإسلام، تعاون الخميني مع الأميركان والصهاينة، ليس وليد اللحظة فهو نهج تآمري قديم له تأصيل شرعي في اعتقادهم، وبذلك يأتي هذا التآمر في سياقه الطبيعي كما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن وثائق جديدة كشفت أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مهدت الطريق لعودة الخميني من فرنسا إلى إيران بمنعها الجيش الإيراني من تنفيذ انقلاب عسكري.
وأوضحت أن الخميني تبادل بعض الرسائل مع أميركا عبر وسيط عندما كان يعيش بالمنفى في باريس للتأكد من أن واشنطن لن تجهض خطته الخاصة بالعودة إلى طهران.
رسائل الخميني إلى المسؤولين الأميركيين بدت تصالحية بالمقارنة مع خطاباته القوية ضد أميركا وانتقاداته العدائية لما أسماه بـ “الشيطان الأكبر”، كما ذكر في رسائله: ألا تكون لديهم مخاوف بشأن النفط، وليس صحيحاً أننا لن نبيع النفط لأميركا !
أمر غير مستغرب، فمن يقرأ التاريخ لا يجد صعوبة في الوقوف على مئات الشواهد التي تؤكد أن هذا المسلك جزء من صميم عقائد هؤلاء، ولعل سردا سريعا لبعض صور هذه المؤامرات عبر التاريخ يجلّي الغشاوة عن من أعمى الله بصيرته قبل بصره.
تعامل أميركا وإيران بعد قيام الثورة الإيرانية منذ 1979 كان ظاهره عدائيا خصوصاً بعد احتجاز ايران دبلوماسيين أميركيين كرهائن، وإصرار الطموح الإيراني النووي على الضغط على الغرب للتغاضي عن تمدّد نفوذها في المنطقة، لقد فرضت عقوبات جعلتها تواجه صعوبات اقتصادية ومالية حتى تم رفعها مرة أخرى، لتصبح لها طوق نجاة، رغم علمها بدعمها المستمر للمنظمات العسكرية الإرهابية وتمريرها المساعدات إلى نظام بشار والميليشيات في سوريا !
تناقضات في التصاريح الأميركية تقودها المصلحة، وكما أشارت الغارديان إلى أنه رغم الخطب العدائية بين أميركا وطهران بعد تسلم الخميني السلطة، فقد استمرت المحادثات المباشرة وكالمعتاد تستمر معها المقايضات والمساومات لتحقيق أهدافها.
علاقة أميركا بإيران لم تنقطع يوماً والفارق أن هناك علاقة معلنة وأخرى سرية، فخفايا العلاقات الحميمة بينهما تبقى حاضرة، وإن كانت غير معلنة!
مخاوف دول الخليج من أية تقاربات وتصالحات أميركية ايرانية بالتأكيد ستبقى حاضرة، خصوصاً مع النوايا الإيرانية في بسط سيطرتها وإقامة حزام يبدأ بالسيطرة على العراق وسوريا ولبنان ومن ثم دول الخليج، لذا يجب على دول الخليج في هذه المرحلة تحكيم العقل من خلال تعاون مشترك يعمل بجد على تقوية الجبهة الداخلية بعيداً عن أية مراوغات سياسية، فالتحولات الراهنة تتطلب قرارات موحدة وقوة موحدة قادرة على المواجهة، والتصدي لأية محاولات وإحباط أية مؤامرات توغلية طامعة على المنطقة، فالاختراقات مستمرة إن لم نستشعر خطورتها سنمكن العدو من النيل منا ومن وطننا ولحمتنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية