العدد 2822
الأربعاء 06 يوليو 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
وخسئت ألسن المتاجرين بدماء الأبرياء
الأربعاء 06 يوليو 2016


قبل أيام اختطف الإرهاب المواطنة فخرية مسلم أحمد من أبنائها خلال تفجير عبوة محلية الصنع، كانت مزروعة بالقرب من مصرف المستقبل الإيراني، في منطقة العكر حيث تعرضت سيارتها لشظايا التفجير، أيادي غادرة انهت حياتها، حقد وإرهاب وصل حد الاستهانة بحرمة شهر رمضان لم يلههم صيامه وقيامه!
‏للأسف حادثة تفجير العكر أصبحت كشأن الكثير من الحوادث الإرهابية، تتكرر لتنزف معها الجراح بفقدان أرواح بريئة. إرهاب دفاعاً عن عيسى قاسم مستمد من نهجه التحريضي وتوصياته في سحق أبرياء تحقيقاً لمبتغاه. لم نستغرب تضارب أقوالهم وتصريحاتهم الكاذبة بعد الحادثة، فهم وإن حرقوا الدنيا سينكرون، وإنكارهم يمليه عليهم نهجهم ومزاعمهم التي يتغنون بها باسم الدين.
للأسف مازلنا متأخرين خطوة، فما الذي يمنع إظهار الحقائق في التو واللحظة مادمنا على الحق، هذا التلكؤ في بيان الحقائق بمثابة مرتع خصب للآخر ليضع الفرضيات والسيناريوهات ثم يزينها بالباطل وتصبح مع مرور الوقت وتأخرنا حقيقة، حقائق يصعب حينها أمر إزالتها من عقول من صدقها.
نحن بحاجة لإظهار مقدراتنا وحرفيتنا في مواجهة الآخر ليدرك حجمنا وأبعادنا في التصدي لكل من ينوي الشر للبحرين والسعي لتفكيك التماسك المجتمعي والوحدة الوطنية بين سنتها وشيعتها التي لطالما عرفناها وتميز بها شعب البحرين.
وأنا أتابع موضوع تفجير العكر، كنت قد انتهيت في التو من مشاهدة فيلم نشرته الشرطة الأميركية عن قضية المواطن الإماراتي أحمد المنهالي، الذي تم اعتقاله فقط لمجرد ارتدائه ثوبا خليجيا، وتحدثه باللغة العربية، الفيلم يوثق القضية من اللحظة الأولى لاستلامهم المكالمة حتى نهاية القصة، ولعل الكثير منا شاهده، فأين نحن من كل هذا، لا يجب علينا أن ندع أكاذيب الآخر تؤتي أكلها.
فخرية مسلم ضحية بأي معنى كان، ورحمها الله وألهم أهلها الصبر والسلوان، وقدرها مكتوب في علم الغيب أن ترتفع روحها من هذا المكان، وإذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخسئت ألسن المتاجرين بدماء الأبرياء.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .