العدد 2825
السبت 09 يوليو 2016
banner
“الحسود لا يسود”
السبت 09 يوليو 2016


 
يقول شوقي: وأرح نفسك من داء الحسود كم حسود قد توفاه الكمد... كل العدوات قد يرجى إزالتها إلا الذي كان قد عاداك عن حسد.
ويقول المتنبي في هذه الصفة المذمومة والمنبوذة اجتماعيا: لا تطمعن من حاسد في مودة، وإن كنت تبديها، أو كما يقال اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. وهناك بيت من الشعر لأبي تمام يقول كل المصائب قد تمر على الفتى وتهون غير شماتة الحساد.
كثيرة هي الحالات والقصص والروايات التي نسمعها جميعا عن الحسد والحقد وما يخلفه من مشاكل ممتدة لا حصر لها في المجتمع عموما وبين أفراد الاسرة الواحدة وبين الاصدقاء والمعارف خصوصا.
 الحاسد إنسان حاقد مريض نفسيا حتى وإن كان يملك الثروات والأموال والمناصب فهو دائما يتمنى أن تزول النعمة من عند الآخرين.
عندما تعود بنا الذاكرة الى أكثر من خمسين عاما عندما كنا نقرأ عبارة “عين الحسود فيها عود” تلك العبارة المشهورة التي وضعت فوق دكان أحمد أشهر صاحب مخبز تقليدي في “فريجنة” القديم بمدينة المحرق وتميز طعم خبزه الشهي الذي كان يعمله لدرجة كنا في تلك الفترة الزمنية الجميلة نأكله “وهو خالي”، ينتابنا شعور داخلي مؤلم لما نشاهده اليوم من كثرة الحسد بين الناس ومن شقاء وتعاسة الكثير منهم بسبب هذا الداء الخبيث.
 أحدهم يتحدث في هذا السياق مؤخرا ويقول منذ اللحظة التي حصلت فيها على وظيفة رفيعة المستوى وأنا “مب مترقع، كل يوم شي أطلع من مرض وأدخل في آخر لا ليلي ليل ولا نهاري نهار”، وذلك بسبب الحساد لي، رغم أنني لست مثل غيري كثر من المسؤولين عندما يحصل أحدهم على وظيفة مرموقة “ينسى لولي والتالي”، بل على العكس من ذلك فأنا كما يعرفني الكثير من الناس والموظفين الذين يعملون معي دائما أسعى لبذل كل ما أستطيع فعله ومساعدة الجميع وذلك وفق الامكانات المتاحة التي يسمح بها القانون.
 لذاعلينا أن نتجنب حسد الناس ونتخلص من هذه الصفة الشيطانية البغيضة ونتمنى للغير كما نتمناه لأنفسنا ونرضى بالقناعة بما كتب الله تعالى لنا. وقانا الله تعالى شرور الحسد والحاسدين.
 
الصورة الثانية
من المفارقات الغريبة والعجيبة التي تحصل لنا في هذه الحياة وبالرغم من أن ديرتنا الحبيبة البحرين صغيرة بحجمها وكبيرة بشعبها ومكانتها الدولية أنه في لحظة من اللحظات يأتي على البال اسم شخص لم نلتقه منذ زمن طويل قد يصل الى عشرات السنين، لم نره خلالها، ونعجز عن السؤال عنه، “وجك وجبك” وإلا بهذا المرء ماثل أمامك وذلك أثناء دخولنا مجمعا تجاريا أو مؤسسة حكومية أو إحدى دور العبادة أو في مجلس أو على متن الطائرة أو غيرها من الأماكن ونكتشف بعدها أن الذي يشغل بالنا أمامنا بشحمه ولحمه ومثل ما يقولون مصير الحي يتلاقى. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .