العدد 2839
السبت 23 يوليو 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
شذوذ الولاء
السبت 23 يوليو 2016

علميا وكما يقول الأطباء والمتخصصون، إن الشذوذ الجنسي هو عدم تأقلم نفسية وشعور الإنسان وإحساسه الوجداني، مع ما هو موجود في جسمه من علامات الذكورة أو الأنوثة. بمعنى أن هذا الشاذ قد يحمل علامات الذكورة في جسده، إلا أن إحساسه ونفسيته وشعوره لا تتطابق مع واقع جسده الذكوري. ثم يبدأ في الانجذاب إلى الأنوثة والتصرف وكأنه من الإناث. فنجده يحاول التحدث بنعومة، ويلبس ملابس نسائية بينه وبين نفسه، علاوة على انجذابه ورغبته في الاختلاط والتفاعل مع النساء، وهنا يطلق عليه مصطلح الشذوذ الجنسي، وهي مخالفة للفطرة الإنسانية السوية التي فطرها الله عز وجل بالإنسان السوي.
وبالإضافة الى هذا النوع من الشذوذ، فإن هناك عدة أنواع للشذوذ ومنها ما يمكن أن نطلق عليه الشذوذ في الولاء والمواطنة. فتجد دولة ما تستقبل أفرادا من المجتمعات الإنسانية الأخرى على أراضيها، بينما يقوم المجتمع بالتواصل معهم ومحاولة إذابة أية فروقات مجتمعية معهم، من أجل ان يتأقلم هؤلاء الأفراد الجدد مع هذا المجتمع، ويصبح حالهم كحال أي فرد من أفراد هذا البلد وهذا المجتمع.
وبعد مرور سنوات فإن هؤلاء يصبحون أمام أمرين: إما التصرف بالفطرة الإنسانية الموجودة داخل أنفس البشر، من وفاء وحب وتسامح ورد للجميل لهذا البلد، أو أن يحسوا بعدم تأقلم نفسيتهم وشعورهم الوجداني مع هؤلاء المواطنين، وبالتالي فإن قيم الولاء والمواطنة في نفوس هؤلاء يصيبها الشذوذ، وتصبح أنفسهم هاوية وموالية لبلد آخر غير هذا البلد الذي أكرمهم.  
هؤلاء يتلذذون بسادية أسيادهم المجوس ودعاة أمجاد الدولة الساسانية المقبورة، ويخالفون طبيعتهم وفطرتهم التي فطرها الله، المرتكزة على عدم الغدر ونكران الجميل وحفظ الولاء، ويعلنون الطاعة العمياء والولاء لدولة غير الدولة التي احتضنتهم، حتى يشعروا بوجدانهم وهويتهم الشاذة.
والشذوذ أيضا يعني ان تتنازل عن عروبتك وتاريخك العربي المشرف الممزوج بالتاريخ الإسلامي، لتستبدله بتاريخ نتن، تريد مجموعة وتحت ستار الطائفية المقيتة، إعادة هذا التاريخ المجوسي ومحاولة احتلال الجزيرة العربية واليمن ومصر والشام، بواسطة الهلوسات الطائفية وولايتهم  التكفيرية.
الشذوذ يعني أنك تتحدث عن مبادئ حقوق الإنسان، وتتهم الدولة التي رعتك واحتضنتك، بانتهاكها حقوق ومبادئ الإنسان، لتقوم بتقبيل رأس قاتل أهلك ومغتصب أرضك بالأحواز، من دون أن تتحرك بك النخوة العربية التي قتلها فيك كسرى طهران، وأصبحت على اثرها شاذا. الشذوذ يعني أنك تتقاضى الاموال من أجهزة كسرى طهران، لتظهر على قناة العالم وتقول بكل شذوذ، إن الخليجيين يتطلعون والعياذ بالله لسماع إرشادات طهران، وإن قائد الثورة التكفيرية هو ملهم لمفهوم الحرية لشعب البحرين، وإنهما رمزان للصحوة الإسلامية نزه الله المسلمين والإسلام منهما.
وعليه، فإننا نقول إن الشذوذ الجنسي مرض يصيب الإنسان، ويمكن للطب الجراحي أو النفسي معالجة هذا المرض. ولكن الشذوذ الوطني وشذوذ الولاء والمواطنة لا يمكن أن يعالج والسبب أن روح الغدر والخيانة والعمالة، والتلذذ بالعبودية لكسرى طهران والثورة التكفيرية، هي ليست أمراضا يمكن معالجتها، بل هي طبيعة موجودة بأكثر أصناف البشر على وجه الأرض خيانة وعمالة وغدرا، ولا يمكن ان تعالج إلا بزوال رأس الحية، كسرى طهران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .