العدد 2844
الخميس 28 يوليو 2016
banner
المالكي وداعش واليمين الأوروبي (2)
الخميس 28 يوليو 2016



إن رفع منسوب التوتر في ألمانيا يتجه نحو اللاجئين إلى ألمانيا وهم أغلبية سورية عربية إسلامية، وأية دعوة موجهة من سياسي عربي ومسلم للربط بين أية جريمة والإرهاب والدعوة الى تعاون الجاليات العربية والإسلامية يعني توجيه تهمة مبطنة لها بالضلوع في جرائم الإرهاب أو التهيئة لها أو تشكيل حاضنات حماية ومساعدة لها وهذا هو الذي دفعني إلى اتهام نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق، بالغباء السياسي وعدم النظر ابعد من انفه وهو يطلق الكلام على عواهنه.
فسُنبلي، مجرم ميونيخ، وفق ما نشرته تقارير معلوماتية في موقع المدن اللبناني وموقع لبنان الجديد ومواقع إلكترونية أوروبية أخرى لم يكن إسلامياً، بل كان متأثراً باليميني المتطرف أنديرس بريفك الذي قتل 77 مدنياً في النرويج قبل خمسة أعوام. وبريفك ترعرع على دعايات اليمين الفاشي الذي تعج به ديمقراطيات أوروبا، ويتغذى من مذابح تنظيم “داعش” وسلوكيات اجتماعية محافظة لمهاجرين ولاجئين مسلمين.
لم يكتفِ سُنبلي بالبحث خلال الفترة الماضية في تفاصيل مذبحة النرويج، بل وضع صورة بريفيك على بروفايل الواتساب الخاص به، مما يُظهر تعاطفاً آيديولوجياً معه. المفاجأة كانت حقيقة أن غالبية ضحايا اعتداء ميونيخ مسلمون. من أصل ٩ ضحايا، ٣ أصولهم من إقليم كوسوفو، و٣ من أصول تركية، وواحد يوناني من الأقلية المسلمة شمال البلاد.
 وربطت الداخلية الألمانية بين توقيت الجريمة والذكرى الخامسة لهجوم النرويجي أندريس برينج بريفيك الذي قال إن دافعه كان إنقاذ بلاده من “الأسلمة” رغم كون الشاب الإيراني مسلماً، إلا أن وزير الداخلية أكد أن هناك وثائق ومواد ومنشورات على موقع فيسبوك تخصّ الجاني عن حادثتي القتل العشوائي في فينيندين بألمانيا وقضية النرويجي بيرفيك، إلا أنه قال من المبكّر الحديث عن الدافع.
إن ارتكاب جريمة ما أو تفجير في أوروبا، على الساسة العرب والمسلمين عدم الخلط بينه وبين التوجهات الإرهابية وعدم التعميم وعدم استباق التحقيقات الأمنية فالنتائج قد تكون وخيمة على أبناء الجاليات العربية والإسلامية الفارين من بلدانهم بحثا عن الأمن وأغلبيتهم ضحايا الإرهاب في بلدانهم.
وفق ما تقدم أين نضع تصريحات نوري المالكي من خارطة الحراك العربي الإسلامي في أوروبا ومن الذي تضر به ومن تخدمه، وأمام ما استعرضته هل يمكن اتهامي بعدم الموضوعية؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .