العدد 2875
الأحد 28 أغسطس 2016
banner
في اليمن تتغير الأدوار وتلتقي المصالح
الأحد 28 أغسطس 2016

قبل الثورة الشعبية في اليمن 2011، كان الرئيس الحالي لليمن نائبا للرئيس المخلوع صالح، وكان الحوثيون في صراع على السلطة مع النظام الذي مثله حينها صالح نفسه، وكانت مصالح الرئيسين الحالي والسابق تلتقي في وجه الحركة الحوثية، ثم حدثت الثورة واضطر صالح للخضوع إلى الإرادة الشعبية والخروج من الصورة وتولى الرئيس الحالي السلطة بعد انتخابات رئاسية عشناها جميعا وبها اختلفت توجهات الرئيسين.
ثم حدث الحوار واتفق المتحاورون على الكثير من النقاط التي كانت من المفترض أن تخرج اليمن من أزمته، إلا أن الحركة الحوثية رأت في ذلك التوافق هدرا لمصالحها ومنعا لها من القفز إلى السلطة التي كانت ومازالت ترمي إليها، بمعنى أن نقاط الاتفاق كانت على عكس مصالح الحوثيين وعلي عبدالله صالح، ورأى الطرفان أن القادم سيخرجهما من الصورة وتنتفي بذلك مصلحة كل منهما، صالح بالبقاء في الصورة والحفاظ على ما لديه وتهيئة الوضع لتبوء نجله قمة الهرم، والحركة الحوثية في إبعادها عن السلطة ووضعها في حجمها الطبيعي المفترض.
هذا دفع بالمصلحة لتلتقي عند هذه الحركة والرئيس السابق، وكانت معهما من وراء جدر الدولة الإيرانية التي تتفق مصلحتها مع ما جرى في اليمن، وتتناقض مع الرئيس الحالي والشعب اليمني، فحدث التحالف المصلحي بين الطرفين في وجه الأغلبية الساحقة من الشعب اليمني، وكذلك التقت مصلحتهما مع زعماء بعض القبائل ممن يرمون أو يتعمدون الانتظار ليصطفوا مع الغالب في ما يجري وظنوا في البداية أن مناهضي الشعب منتصرون في هذه المعركة ولم يعتقدوا ان الشعب سيهب مرة أخرى ويلقى الدعم من أشقائه وجيرانه العرب.
لذلك اختلف دور الرئيس السابق من محارب للحوثيين إلى حليف لهم ومن معاد لإيران إلى متحالف معها ومن متفق مع الرئيس الحالي إلى متقاتل معه، ومن حليف للشقيقة المملكة العربية السعودية التي مدت له يد العون في السنوات الأخيرة بل أنقذته من الموت، إلى معاد لها ومتهم لها بقتل الشعب اليمني بدعمها الرئيس الشرعي والمنتخب وذلك في قلب للحقائق التي يعرفها القاصي والداني.
تبقى مصلحة الخارج الذي اجتمع مؤخرا في جدة مع مسؤولي مجلس التعاون، هذا الطرف كما يبدو تنحصر مصلحته في بقاء هذا الجزء العربي في فوضى مستمرة كما هي في أماكن أخرى، بالتالي تلتقي مصلحته مع مصلحة الطرف الانقلابي وإيران التي تأمل تبعية اليمن لها من خلال هذه الفوضى وتتناقض مع طرف الشرعية، ثم يبقى أخيرا الشعب العربي في اليمن الذي يجب عليه بمجمله السير في مصلحته الحقيقية دون التفكير في الأطراف المختلفة سوى من يريد وحدة اليمن واستقلال قراره، وهو يعرف أين تكمن هذه المصلحة... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية