العدد 2875
الأحد 28 أغسطس 2016
banner
لعنة بلير
الأحد 28 أغسطس 2016

توني بلير قاد حربا قذرة على العراق ومعه جورج بوش وثلاثون دولة من العالم، كانت للأسف بينهم وقتها دول العربية، كانت البداية ربما مبررة حينما جرى الحديث عن تحرير الكويت بعد الاحتلال وفعلاً تم تحريرها وانتهت العملية بعودة الأمور إلى طبيعتها وجرى فيما بعد قيام العراق بتعويض الكويت عن الخسائر لكن الغرب لم يعجبه ذلك، وبالتحديد رئيس الوزراء البريطاني حينذاك توني بلير الذي زرع في عقل بوش الابن أن العراق يملك أسلحة دمار شامل، وتلقت المعلومة المسربة وكالة السي آي ايه وقتها ونفخت في تلك الأخبار وضخمتها ودخل على الخط الإعلام الغربي بماكينته الجبارة كالسي إن إن والبي بي سي وسكاي والصحف، وصور الجيش العراقي بأنه يملك مخازن من المواد المحظورة دولياً من بينها المواد النووية، بل وذهبت الأخبار أكثر من ذلك حينما تم تصوير سيارات شحن عادية ومنها حتى “سيارات 6 ويل”، نشرت الصحف الصور مع تعليقات بأن هذه الشاحنات تنقل أسلحة الدمار الشامل، ومن غباء بعض العرب وإعلامهم وصحفهم وقنواتهم أنهم راحوا ينشرون تلك الأخبار ويروجون لها أكثر من الصحف الغربية، وللأسف هذه المرة صحف خليجية ومنها صحف بحرينية، حتى إذا ما تم تنفيذ الضربة الدولية ضد العراق وتولي الحاكم الأميركي بريمير الدمر، وتم تدمير البنية التحتية للعراق حتى انتهى الأمر لولاية إيرانية.
ما هو الدرس الذي لم نتعلمه حتى اليوم مما جرى للعراق ويجري لدولنا المتبقية بعدما أُفرغت كثيراً من محتواها كالعراق وليبيا واليمن وسوريا وغيرها؟
الاعتماد على أميركا والغرب في كل شيء كارثة حقاً، فبالأمس زار المنطقة جون كيري وبحث مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون، كان البعض منهم في إجازة، مسألة اليمن، وقبل ذلك كان المبعوث الدولي لليمن وهو موريتاني تتلاعب به الدول الكبرى وتسيره بحسب أهوائها قد لعب دوراً في كسب الحوثيين الوقت واسترداد نفسهم بعدما كاد الأمر ينتهي ويتم تحرير صنعاء لولا محادثات الكويت، ولا أعرف لماذا عقدت هذه المحادثات في الأصل طالما الأمر كاد يحسم ولم يتبق سوى تنظيف الجيوب وهو أمر كان بحاجة لمزيد من الضربات السريعة والقوية والحاسمة لا مباحثات تستمر وتتواصل وتؤجل وتعقد حتى تحولت لعبة استغلها الحوثيون وإيران ونجحت مرة أخرى الإرادة الأممية المدعومة من الغرب بلا شك في تأخير الحسم.
لقد جرى تسريب الأخبار والإشاعات والتقارير الدولية والأممية بأن دول مجلس التعاون بقيادة السعودية تقصف المدنيين وأنه تم تدمير البنية التحتية اليمنية وأن الحرب ستطول وتستنزف الدول المشاركة وغيرها من الأخبار التي للأسف شاركت مؤسسات إعلامية عربية في الترويج لها سواء بغباء أو بقصد من ذلك، وهكذا تنجح من جديد التحركات الدولية التي كانت قبل سنوات وراء تدمير العراق التي قادها توني بلير كما اليوم يقود الحملة ويروج لها جون كيري ولكن بأسلوب مختلف يلائم العملية الدولية الجديدة وهذه محاولة جديدة لتخريب العالم العربي بعدما فشلت عملية الربيع الزفت الدموي، السؤال متى يستيقظ العرب؟ متى يدرك العرب أن المؤامرات عليهم تزداد وها هي حرب اليمن اليوم وجولات كيري المكوكية وتحركات المبعوث الموريتاني اللعبة بيد الغرب تطفو على السطح كلما كادت الأمور تحسم في اليمن، فيا عرب ويا دول مجلس التعاون لا تتركوا لعنة توني بلير تحل على اليمن، ويصبح عراقا إيرانيا آخر كما هو حال لبنان الذي ضاع هو الآخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .