العدد 2878
الأربعاء 31 أغسطس 2016
banner
حتى نصبح في قلب المعادلة الدولية
الأربعاء 31 أغسطس 2016


خلال لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أشار رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إلى الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأمة العربية في هذه المرحلة التاريخية الحساسة، محذراً من المؤامرات والمخططات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة بغرض استنزاف مواردها ومقدرات شعوبها.
في نظام عالمي جديد تتبلور أبعاده وتتحدد ملامحه، للأسف، وفق مصالح القوى العظمى والكبرى والتحالفات الدولية القوية، يدعونا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى السعي بكل إخلاص وتفانٍ لتطوير منظومة العمل الجماعي بما يحفظ للدول العربية وحدتها واستقرارها ويضمن لها حضوراً مؤثراً في الساحة الدولية، مشدداً سموه على أهمية تفعيل دور الجامعة العربية في مواجهة مخططات التقسيم والفوضى.
لم يبالغ الأمين العام للجامعة العربية حين قال إن البحرين كانت ولا تزال داعمة ومساندة قوية للتضامن العربي، ولها مواقف مشرفة في الدفاع عن مصالح الدول والشعوب العربية، منوهاً بالمواقف الشجاعة التي يتبناها رئيس الوزراء في هذا الشأن. وقبل ذلك بيومين فقط، أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحكمة سموه، ولم تكن هذه الرسالة مجاملة من الرئيس التركي، فما يتمتع به سموه من حنكة سياسية وثقل سياسي على مستوى المنطقة والعالم لا يختلف عليه اثنان.
شجاعة وحزم خليفة بن سلمان يعرفهما القاصي والداني، ورسالة سموه وصلت إلى الجميع عندما قال سموه بصوت عالٍ ونبرةٍ واثقةٍ إن البحرين لن تكون أبداً الحلقة الأضعف في المنطقة والتي يسهل كسرها لاختراق الأقطار العربية وتنفيذ المخططات التي ترمي إلى ضرب استقرارها وسلب خيراتها، بل ستظل البحرين، بحكمة قادتها وعزيمة شعبها ووعي شبابها، حصنًا منيعًا يحمي الأمة العربية ويسهم في الحفاظ على استقرارها ومقدرات شعوبها.
سمو رئيس الوزراء بهذه المواقف العظيمة يبعث رسالة واضحة للجميع، مفادها هو أن البحرين، الكبيرة بتاريخها وأصالة شعبها ورؤية قيادتها، ستظل منارة للإشعاع الحضاري والثقافي في المنطقة، وجسرًا حيويًّا يربط بين الشرق والغرب يمر عبره ركب التنمية والتقدم وتتحطم دونه مكائد الماكرين وأطماع الحاقدين.
انطلاقًا من هذا الدور المهم الذي تضطلع به البحرين عبر تاريخها، تجري القيادة البحرينية الرشيدة حاليًا نشاطًا دبلوماسيًّا مكثفًا وعلى أعلى مستوى، وقد تكلل هذا النشاط الملحوظ بالزيارة الناجحة التي أجراها عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى تركيا، ثم استقباله ورئيس الوزراء للأمين العام للجامعة العربية، وقبل ذلك زيارة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة السعودية، حيث عقد جلسة مباحثات مع نظيره السعودي عادل الجبير.
تسعى القيادة البحرينية الرشيدة من خلال هذه الجهود الدبلوماسية الجبارة إلى إيجاد أرضية مشتركة تقرّب بين الرؤى والأهداف التي تخدم مصالح دول المنطقة، وتحقق أعلى مستوى من التنسيق بين الدول الشقيقة والصديقة، وتمهد الطريق أمام توحيد الكلمة إزاء القضايا المصيرية، بحيث تنطلق من هذه الأرضية سياسة فاعلة يحسب لها ألف حساب، سياسة تجعلنا في قلب المعادلة الدولية وليس صفرًا على الشمال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .