العدد 2886
الخميس 08 سبتمبر 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
مؤتمر الشيشان أم مؤتمر الشيطان!
الخميس 08 سبتمبر 2016

تداعت صور عديدة إلى مخيلتي وأنا أتابع الضجة المثارة حول مؤتمر «غروزني” الذي عقد بالشيشان مؤخراً، منها صورة المحتل الصهيوني لأرض فلسطين زاعماً أنه صاحب الأرض وأن ساكنها الأصلي هو الغريب الذي ينبغي طرده، كالغريب الذي يدخل بيتك ثم يقوم بطردك زاعماً أنه صاحب الدار.
هذا تماماً ما حصل في مؤتمر الشيشان، الذي هو في حقيقته مؤتمر الشيطان، حيث تجمع شذاذ الآفاق من أهل البدع والخرافات وأتوا بما لم نسمعه من قبل، زاعمين أنهم يمثلون الإسلام الصحيح، وأن غيرهم باطل.
هؤلاء هم الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم.
فهذا ما شاهدناه من هؤلاء، بدع وخرافات، ثم يزعمون أنهم على منهج أهل السنة والجماعة.
وما أصدق قول الشاعر: وكل يدَّعي وصلا بليلى... وليلى لا تقر لهم بذاك، والحق أننا يجب أن نشكر هؤلاء لا أن نذمهم، فقد عانينا طوال هذه السنين في كشف حقيقتهم وتحذير الناس منهم، وها هم اليوم يكشفون أنفسهم بأنفسهم ويوفرون علينا عناء المزيد من التعب.
قال تعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: إنه من يعش منكم سيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةً بدعة، وكل بدعة ضلالة.
ضربات مازالت تستهدف السعودية على كل الأصعدة، مؤتمر “غروزني” خطوة كبرى لسحب المرجعية السنيّة منها، سيستمر سعيهم لسحبها وعزلها وتلفيق اتهامات زوراً وبهتاناً تزعم إرهابها ودعمها التطرف.
مؤتمر يوظف أجنداتهم معرضين عن ما تقوم به إيران وأذنابها، أو ما تفعله روسيا في سورية، هكذا يريدون تقسيم العالم السني، بعد تقسيمه طائفياً.. مؤتمر يدق ناقوس الخطر للمملكة العربية السعودية وعلمائها يحتاج إلى وقفة جادة، نأمل أن تتجاوز ردود الأفعال أصابع الاتهام بإعادة النظر في العلاقات مع المشاركين والتصدي لكل عمليات الإقصاء والتهميش، وتكثيف الجهود لتخريسهم وإحباط مخططاتهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .