العدد 2895
السبت 17 سبتمبر 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
فلنكشف حيل مهربي الدراجات!!
السبت 17 سبتمبر 2016

كان هناك مواطن بلجيكي يدعى “السيد ديستانحين” دأب طوال 20 عاما على عبور الحدود نحو ألمانيا يوميا على دراجته الهوائية وهو يحمل على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان حرس الحدود الألمان على يقين بأنه يهرب شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب.
ولم يكشف السر الحقيقي وراء سفره إلا بعد وفاته عندما وجدت في مذكراته الجملة التالية “حتى زوجتي لم تعلم أنني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا”.
بغض النظر عن ذكاء هذا الشخص وقصته الطريفة إلا أن هناك العديد ممن يتظاهرون بحمل التراب على ظهورهم بينما يقومون بتهريب الدراجات إلى حيث لا يجب أن تهرب ولا يجب أن تمنح، بل يتم التصفيق لهم والنظر إليهم بإجلال وتكبير في بعض الأحيان خصوصا بعد أن يقتنوا السيارات الفارهة التي لا تتعدى جزءا متواضعا لا يذكر من ريع تهريب الدراجات.
هذا حال بعض المسؤولين، تصاريح مضمونها لا يعكس الواقع، “نحن نحقق ونحن ننجز...”، نراهم في كل وسائل التواصل ينطقون بمثاليات من ورق إلا أنها تفتقر النتائج الملموسة، وما يزيد الطين بلة فضائح التجاوزات والتلاعب التي يكشفها الزمن، تجاوزات مالية وإدارية جاءت لتؤكد أنه مازال هناك من يعبث في أجهزة الدولة ومؤسساتها بانتهاج مسار منحرف، يبقون في مناصبهم يبنون أسسا لا ثوابت لها بوعود تصبيرية تعطي المواطن الشمس بيد والقمر بالأخرى وفي نهاية المطاف تخيب فيهم الظنون وتتراكم الأخطاء ويزداد الفساد الذي يبدد ثروات الوطن.
أستغرب من دواعي عمل لجان المراقبة والمحاسبة، فبعد كل إصدار لتقرير ديوان الرقابة، فإنه يمر مرور الكرام دون ملاحقات أو محاسبات فعلية تعيد الأموال مكانها الصحيح.
مسبقاً في التقرير تم رصد مخالفات مالية وإدارية في سوق العمل، تنظيم المهن، وزارة الصحة، الأوقاف وغيرها، الأهم هل تمت محاسبة المتجاوزين أم أن التقارير ترصد للعلم وتقليب المواجع كل عام؟!
نأمل أن تتعامل السلطات التشريعية مع التقرير القادم بحزم وصرامة لمعالجة القصور، وكشف حقيقة كل مسؤول يتظاهر بالكفاءة والمصداقية بينما في الواقع يخون الأمانة بلا ذمة، كفانا ما أصابنا من إخفاقات بسبب التسيب والإهمال، فلنكشف حيل عابري الدراجات ولنمنعهم من تهريبها قبل فوات الأوان!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .