العدد 2896
الأحد 18 سبتمبر 2016
banner
الملتقى الحكومي.. رسائل عديدة وقيم نبيلة
الأحد 18 سبتمبر 2016



بالإضافة إلى الأهداف المعلنة للملتقى الحكومي 2016، الذي يعقد اليوم في مركز عيسى الثقافي، حيث يجتمع القادة وصناع القرار والموظفون التنفيذيون في الحكومة لمناقشة التوجهات المستقبلية وبحث القضايا المهمة والتحديات الرئيسة، يحمل هذا الاجتماع رفيع المستوى بين طياته رسائل بالغة الأهمية، لعل أبرزها أن مملكة البحرين ماضية قدمًا وبكل عزيمة وإصرار في تنفيذ مشروعها الإصلاحي وخططها التنموية، ولن تلتفت إلى أي محاولة بائسة يراد منها تعطيل مسيرة العمل الوطني.
المساعي الحثيثة التي تبذلها القيادة الرشيدة للدفع بكل قوة باتجاه تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين أكدها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة برعايته الكريمة لمبادرة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بإقامة هذا الملتقى، الذي يأتي تأكيدًا عمليًا على إدراك القيادة لأهمية العمل الجماعي المشترك وتضافر الجهود لمواجهة التحديات الكبيرة التي تفرضها الأزمات الاقتصادية الإقليمية والعالمية.
يوم بعد يوم تثبت القيادة الرشيدة بالفعل لا بالقول أن خدمة المواطن هو شغلها الشاغل وأن مصلحته تأتي دائماً على رأس أولويات عملها، لذلك نجدها حريصة على دعم وتشجيع كل فكرة من شأنها تلبية احتياجات المواطنين وتحقيق آمالهم وتطلعاتهم. وها هي برؤيتها السديدة ترعى أكبر تجمع للقيادات الحكومية تحت سقف واحد، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العمل الحكومي بالمملكة، وذلك لتبادل الأفكار والآراء والخبرات بهدف تطوير العمل الحكومي، ورفع مستوى الجودة والتميز في الخدمات المقدمة للمواطنين.
الملتقى يتضمن محاور رئيسة عدة كلها تمس احتياجات المواطنين بشكل مباشر، كالسكن والصحة والتعليم وفرص العمل. فحضور القيادات السياسية، على مستوى سمو رئيس الوزراء ونواب رئيس الوزراء، الملتقى يؤكد دعم القيادة الكامل لما سيتمخض عنه من توصيات وخطط مستقبلية ترمي إلى الدفع بعجلة التنمية وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وخلق بيئة محفزة للنمو.
رسالة أخرى مهمة يحملها الملتقى، وهي شفافية العمل الحكومي، فالتأكيد على مبدأ الشفافية والانفتاح لا يمكن أن يتم بطريقة أفضل من إقامة ملتقى بهذا الحجم وهذه الأهمية ليحضره، إلى جانب القيادات السياسة، القيادات التنفيذية والإدارية، سواء الوكلاء والوكلاء المساعدون والمديرون، بل ودعوة الإعلام والصحافة لحضور الملتقى ونقل وقائعه وعرضها على الملأ في البحرين وخارجها.
وهنا يأتي دور الإعلام والصحافة لتناول الأفكار التي تم طرحها في الملتقى بالتحليل العلمي والنقد الموضوعي البناء؛ ليتسنى للجميع التعرف على نقاط القوة والضعف المرتبطة بكل فكرة، وهذا سيساعد المسؤولين على تقييم هذه التصورات بشكل علمي دقيق بهدف تطويرها والارتقاء بها إلى آفاق جديدة تتحقق فيها المصلحة العليا للوطن ويتلقى فيها المواطن أفضل خدمات ممكنة.
رغبة القيادة في إقامة هذا الملتقى بشكل سنوي هي في حد ذاتها رسالة للتأكيد على قيم نبيلة نحن في أمس الحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى، كالعمل الجماعي وروح الفريق، والإصغاء إلى الآراء المختلفة ومناقشتها بشكل موضوعي، والشفافية والمحاسبة، والاستعداد لتقبل النقد، وإشراك المجتمع في منظومة العمل الحكومي، كلها قيم ما إن تمسكنا بها تمكنا من بناء قواعد راسخة لمستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .